نصيحتي في الأفلام أن أكثرها سيئ، وأقلها مفيد، والنادر رائع، وهي لتزجية الوقت والتسلية في غالبيتها العامة، وسوف أحاول أن أنقل من الروائع أو هكذا أزعم، فأشير إلى باقة جديدة من الأفلام مثل:

ـ مالكولم إكس (x)

الفيلم يحكي أن اسمه إكس نكرة لأنه لا يعلم جذوره. الفيلم يدور حول هذا الشخص الديناميكي الذي كان لصاً شقياً تحول في السجن من أمي إلى مثقف، ومن أشد أتباع إليجا محمد نشاطاً وتنظيماً داعية الأمة الإسلامية في أمريكا انتصارا للسود وكراهية للبيض، لينقلب على إليجا نفسه، ويشق الطريق لنفسه، ويحج ويصبح مسلماً عالمياً بدون كراهيات، وأخيرا ليموت صريعاً برصاص نفس الأتباع الذين رباهم، لأنهم اعتبروه هرطيقاً مرتداً عن دعوته لا يستحق إلا القتل.

ـ الطبيب (The Doctor)

فيلم رائع عن طبيب تحول إلى إنسان بعد أن نجا من سرطان في الحلق، خضع لعملية وفقد صوته فترة من الزمن، أخيراً بدأ يعلم تلامذته كيف يكونون أطباء إنسانيين، يعنون بمرضاهم وليس اعتبار المريض قطعة من لحم..

ـ الشاهد (Wittnes)

قصة من حقول جماعة الآميش المنقرضة في أميركا، عن رجل بوليس هرب والتجأ إليهم مجروحاً بعد أن اكتشف أن الشرطة بالذات خلف عمليات قتل ومتاجرة بالمخدرات، أهم ما في الفيلم نقل حقيقة كيف يعيش هؤلاء بما فيها من غرابة وانقطاع عن العصر.

ـ يرقص مع الذئاب (Dancing with Wolfes)

للمرة الأولى ربما إنصاف من هوليوود عن حقيقة ما جرى من إبادة للهنود الحمر، من خلال ضابط عسكري جاء إلى منطقتهم ثم احتك بهم ليتزوج منهم، وليلبس ملابسهم ويرقص مثلهم، ويحمل أسماءهم ويعيش حياتهم، ويتقن لغتهم، وأخيراً لينقل للعالم حقيقة إبادة الهنود الحمر سكان أميركا الأصليين.

ـ بن هور

فيلم تاريخي يصور أيام بعثة المسيح ووادي المجذومين، والظلم الروماني وأحكام رهيبة بالنفي النهائي للعمل في المقاديس، أي تجديف السفن إلى حين الغرق في معركة، لينجو بكل الفيلم من هذه النهاية وليتحول إلى ابن جنرال روماني بعد إنقاذه، ثم ليعود إلى القدس التي خرج منها ظلما لينتقم من حاكم المدينة من خلال سباق العربات الحربية، ولينتزع من فمه في آخر أنفاسه أنه أرسل أمه وأخته إلى السجن، ليكتشف أنهما أخرجتا بسبب مرض الجذام ليمشي إلى وادي المجذومين، ثم لتأتي معجزة الشفاء على يد عيسى بن مريم وهو في أصعب لحظاته مع فقهاء بني إسرائيل.

ـ كوفاديس (وعناها كو فا ديس إلى أين أنت ذاهب باليونانية القديمة)

فسق وعربدة وقتل المجالدين في روما القديمة، حيث يبزغ نور الإيمان من حواريي المسيح وحريق روما على يد نيرون، ويعطي الله القوة لأحد الحواريين مما يصرع به ثوراً بيديه دفاعاً عن الفتاة المؤمنة مع نهاية نيرون. وعنوان الفيلم هو للحواري بطرس الذي أراد الهرب من روما فجاءه المعلم يقول له ارجع إلى الشهادة ليموت مصلوباً منكوساً مع باراباس، الذي نجا يوم حكم المعلم بالموت في القدس ليصبح من المبشرين بالفردوس لاحقا.

ـ الخليقة

أو قصص الأنبياء، وتمنيت أن يقوم المسلمون بما يقارن هذا في عرض حياة الأنبياء وفق الرواية القرآنية، مع هذا كان الفيلم موفقاً في كثير من لقطاته وفق رواية العهد القديم، وأجمل قطعة كانت في منظر نوح وهو يستدعي الكائنات تركب معه السفينة إلى العالم الجديد.

ـ شارع ارلنجتون

أعجب فيلم عن أحداث سبتمبر 2001م قبل أن تقع، وكأنه مُثِّل كي يلفت النظر إلى ما يمكن أن يحدث عن حادثة إرهابية لأستاذ يدرس المادة في الجامعة، وتقتل زوجته بحادث، ثم ليستخدم هو بالذات بيد الإرهابيين من خلال تفخيخ سيارته وإدخاله إلى المبنى العام للاستخبارات كي يفجر المكان، وينسب إليه الفعل أنه كان من تسبب في الحادث، وأنه حادث فردي عرضي انتقامي من أجل مقتل زوجته. رأيت الفيلم وأنا لا أصدق أنه تم إخراجه قبل أحداث سبتمبر المشؤومة التي بدلت العالم..

أقول إن حادثين غيرا العالم: حريق البوعزيزي ومن قبل انهيار البرجين في نيويورك.

ـ المجالد (Gladitor)

ينقل المشاهد إلى روما عام 145م في أوج قوتها أيام الإمبراطور الفيلسوف ماركوس أوريليوس، ومحاولته إعادة الجمهورية ثم استعانته بجنرال قوي لهذا الهدف ليعينه بدلاً عنه في حال موته، ولكن يقوم كومودوس ابن الإمبراطور بخنق الوالد وخنق الإمبراطورية ووأد كل محاولات الإصلاح، لينتهي هو بالذات بحد السيف. إنها حقبة سوداء في تاريخ العالم، والتباهي والاستعراض لعملية الفتك بالمساكين في ساحة الصراع، والحمد لله أن تحولت إلى لعب الفوتبول.