نستغرب الصمت الذي لف حادث التفجير الذي حصل في الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث معقل حزب الله. لأننا تعودنا من قيادة الحزب الصراحة والشفافية في كل ما يجري على الساحة الداخلية، وحتى داخل الحزب.

ألم يعلن الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله صراحة عن كشف عملاء في الحزب لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وللموساد الإسرائيلي في الآونة الأخيرة؟

إذاً لماذا هذا التكتم على ما حصل ليل أول من أمس، طالما أن الحادث مكشوف وأن هناك انفجارا وضحية؟

إن اختلفنا مع حزب الله أو اتفقنا معه، لا بد أن نعترف أنه حالة تمتد على مساحة واسعة من لبنان، ومن حق مؤيديه ومعارضيه أن يعرفوا ما يحصل في المناطق الخاضعة لسيطرته، من الناحية الأمنية، وإلا احتُسب "جيتو" أو مربعا أمنيا، وهو ما يفتح شهية الآخرين إلى التماثل به والسير على خطاه، وفي هذا مقتل للبنان أولا، وللصراع السياسي في لبنان ثانيا.

الأولى بحزب الله وبالسلطات الأمنية اللبنانية التي تكتمت أيضا على ما حصل، مصارحة اللبنانيين ليس فقط بما جرى في الضاحية الجنوبية، بل بما يُحضر للبنان في ظل ارتفاع اللهجة الإسرائيلية العدوانية والتحضيرات التي بدأها العدو الإسرائيلي للمرحلة المقبلة، خاصة أن أسباب التفجير باتت كثيرة، وكان آخرها الصراع على الغاز والموارد النفطية في قاع البحر المتوسط.

إن مثل هذه الحالة تفرض على الحزب، وعلى القوى السياسية اللبنانية كافة، التعاضد وليس التنافر، من أجل تحصيل حقوق بلدهم, وهو أمر لن يحصل في ظل غياب الشفافية...ومن الجميع.