خيم هدوء مشوب بالتوتر على مدينة العيون، عاصمة الصحراء الغربية، أمس وسط تواجد مكثف للشرطة، بعد يوم من اشتباكات دامية وقعت بين محتجين من الصحراء وقوات الأمن المغربية وأسفرت عن مقتل العديد من الأشخاص. وفرضت الحكومة المغربية حظر تجوال في المدينة خلال ساعات الليل، فيما قامت قوات الأمن بتفتيش العديد من المنازل.
وكانت مدينة العيون مسرحا لمعارك شرسة في الشوارع بين المحتجين ورجال الشرطة أول من أمس، بعد قيام قوات الأمن المغربية بتفكيك مخيم "أقديم إيزيك" الاحتجاجي في الصحراء التي يعتبرها المغرب جزءا من أراضيه. وهناك روايات متضاربة بشأن الخسائر البشرية الناجمة عن أحداث المخيم، إذ أعلنت جبهة البوليساريو المطالبة باستقلال الصحراء الغربية، أن 10 أشخاص على الأقل قتلوا، بينما أصيب 700 محتج، وصار 150 آخرون في عداد المفقودين. غير أن مسؤولين مغاربة قالوا: إن 6 أشخاص قتلوا، بينهم خمسة من رجال الشرطة، واعتقل 65 شخصا.
وطلب رئيس جبهة البوليساريو محمد عبدالعزيز من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إرسال بعثة من المنظمة الدولية لحماية المدنيين الصحراويين بعد الهجوم.
وفيما أجرى الرئيس الليبي معمر القذافي رئيس القمة العربية اتصالات مع المغرب لإيقاف ما يجري في مدينة العيون، عبرت الخارجية الفرنسية أمس عن أسفها للقرار المغربي المفاجئ بطرد النائب الفرنسي جان بول ليكوك الذي كان يريد زيارة الصحراء الغربية أول من أمس، وطلبت توضيحات من الرباط.