كل عام وأنتم بألف خير بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك..
السؤال: كم عدد الذين صاموا معنا رمضان المبارك العام الماضي، ونفتقدهم اليوم؟ كم عدد الذين شاركونا الصيام والقيام واليوم يواريهم الثرى؟
كثيرون صاموا معنا وغادرونا إلى رحمة الله.. فتش في ذاكرتك.. ستفتقد أقارب وأصدقاء وزملاء، كانوا معك رمضان الماضي.. كنت تتبادل معهم الرسائل والتهاني في مثل هذا الوقت.. أبحث أكثر.. ستجد كثيراً من فئات المجتمع كانت حولك.. أمراء وزراء أثرياء فقراء.. رجال نساء.. كثيرون ذهبوا وبقيت أعمالهم شاهدة عليهم..
حديثي اليوم موجه للأثرياء الذين بلغهم الله شهر رمضان هذا العام.. أين هي صدقاتكم؟
أرجو ألا يخرج أحد السذج ـ وما أكثرهم ـ مدافعاً عنهم قائلا: "إنهم ينفقون بسرية وصمت".. ما ينفقه كثير من التجار اليوم هو (الزكاة) الواجبة وليست (الصدقة) التي نريد أن يقدموها لفقراء البلد.
هناك خلط بين الصدقة والزكاة.. عند الفقهاء الصدقة أعم والزكاة أخص.. بمعنى: كل زكاة صدقة.. وليس كل صدقة زكاة.
الزكاة واجبة وهي الركن الثالث من أركان الإسلام.. يلزم الإنسان بدفعها بمقدار محدد في وقت محدد ويتم صرفها على أشخاص محددين وهم الثمانية الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم، فلا يجوز إعطاؤها لغيرهم.. حتى لو مات الإنسان يتوجب على ورثته إخراجها من ماله.. ويحاسب الإنسان عليها.. بينما الصدقة ليس لها شروط، ولا وقت محدد، ولا كمية.. يجوز إعطاؤها للقريب والبعيد.. ويجوز إعطاؤها للمسلم والكافر!
ولذلك فما نسمع في هذا الشهر الكريم من صدقات إنما هي الزكاة الشرعية الواجب إخراجها.. أعني: لا فضل للتاجر في إخراجها.. هو يخرجها مرغما حتى لا يتعرض لغضب الله.. سؤالي مرة أخرى: أين هي الصدقة؟!
رمضان الماضي صام معنا كثيرون.. هم اليوم تحت الثرى.. العام القادم قد تكون تحت الثرى معهم.. ما الذي قدمته؟