يلعب بنيامين نتنياهو في المرحلة الراهنة دور موظف علاقات عامة في أحد الفنادق في آخر موسم الاصطياف. فرئيس الوزراء الإسرائيلي أيقن بما لا يدع مجالا للشك أن الفلسطينيين ذاهبون إلى نيويورك لطلب الاعتراف الدولي بدولتهم، وأن الأكثرية في الأمم المتحدة ستمنحهم هذا الاعتراف، فلجأ إلى الالتفاف على ذلك، بتسريب أنباء عن استعداده مناقشة مبادرة الرئيس الأميركي باراك أوباما التي تنص على أن تكون أراضي الـ67 مع تبادل متفق عليه للأراضي أساسا للمفاوضات.

لم يحسم نتنياهو القول إنه يوافق على مبادرة أوباما، إنما قال إنه على استعداد لمناقشتها، وهو أمر يحمل كثيرا من الاحتمالات التي تدور كلها في إطار تضييع الوقت، لتهجير من تبقى من أبناء الضفة الغربية من المناطق الخاضعة لسيطرة الاحتلال والمقدرة بـ60% من مساحة الضفة.

كيف يمكن التفاوض مع إسرائيل على الأراضي وفي كل يوم تشهد الضفة والقدس الشرقية تهجيرا جديدا للسكان؟ وأي منطق إسرائيلي سيكون مقبولا من قبل فلسطينيي السلطة، ناهيك عن الفصائل التي ترفض أي تفاوض مع الاحتلال؟

لم تُبقِ إسرائيل للرئيس محمود عباس ما يمكن أن يدافع به عن استئناف المفاوضات، أمام شعبه، سوى رفض كل ما يخرج عن القادة الإسرائيليين، وهو أضعف الإيمان، إذا كان أبو مازن يسعى فعلا إلى لمّ الشمل الفلسطيني قبل سبتمبر والوصول للمصالحة التي بدأت عجلتها تتحرك إلى بر الأمان.