(نور الشام).. قناة فضائية دينية يطلقها النظام السوري بهذا الشهر الفضيل، ومن أين تجد لها مشاهدين يثقون بطرحها.. هذا هو السؤال الذي لا جواب له سوى أن النظام يتخبط فعلاً ولا يصغي جيداً ولا يريد أن يصغي ببساطة لغير ذاته التي ترى حتى في الأكسجين مؤامرة ضده!!

(نور الشام) قناة هدفها إعادة الشارع للنظام عن طريق الشريعة التي عزلها حزب البعث أربعين عاماً عن حركة الشارع، حتى عاش هذه العزلة الرهيبة ولم يجد غيرها!

تذكرني هذه الفضائية بكلمة (الله أكبر) التي أضافها صدام حسين رئيس العراق الراحل لعلم دولة العراق كي يضفي على حربه مع الحصار الدولي شيئاً من القداسة!

الشيخ البوطي الذي يتبنى هذه القناة بدعم النظام السوري في أجواء شهر رمضان يتبنى حيلة مضحكة تعنُى بدهاء انتهى زمنه، وحفظ الناس مفرداته جيداً.

الشيخ البوطي وزمرة هذه القناة يخالفون الشرع الحنيف، إذ تقام الأستديوهات في شوارع يحوم فيها الرصاص على الصدور العارية، وحدود البلاد تسير فيها العوائل المهاجرة.. فلا مأوى ولا أمل ولا شيء سوى الدمع وكلام يصعد لله من صدور ضل طريقها الرصاص!

في بلد مليء بالطوائف والملل والنحل يتسنن النظام العلماني والبعثي بكلام الله في قناة مخالفاً نهجه ومخالفاً التركيبة السكانية لبلده، والذي يتحجج فيه بتنوع طوائف الشعب وأنها هي سبب وجود حكم حزب البعث الرشيد!

لحماة السنية ولثائري الشوارع بكلام الدين يناظر النظام الناس بكلام الدين في الليل عبر قناة نور الشام ويقتل منهم من يشاء في النهار!

(نور الشام).. يستطيع النظام في رمقه الراهن أن يضيء به حارات الشام، ليس بقناة مليئة بقيم يتم اعتسافها للطغاة، بل بالاعتذار للناس ومنح الناس الحقوق والإصلاح والعودة للصف العربي، وليس بقناة تستغل أنبل ما في الناس ليتقبلوا أبشع ما في النظام!

نور الشام كقناة هزيمة شديدة لمبادئ حزب البعث ولها، فمن العار أن ينجلي نور الدين فيها والدين لا يوجد فيه أقدس من دم الإنسان!

لا أتوقع أن هناك مشاهد يكّذب طرح نور الشام ولكن لا أحد يصدقه!