مع بدء التشغيل الفعلي لقطار المشاعر أمس، استقل فريق "الوطن" القطار، وزار جميع محطاته التسع في كل من منى ومزدلفة وعرفات في قرابة 20 دقيقة، برفقة مدير عام المشاريع بوزارة الشؤون البلدية والقروية المهندس عبدالرحمن الشهوان الذي شرح بالتفصيل جميع جزئيات المشروع، وطرق التفويج والتصعيد التي سيبدأ تطبيقها لأول مرة هذا العام، بسبب دخول القطار لخدمة النقل في المشاعر.
وأوضح الشهوان، أن مشروع قطار المشاعر المقدسة "الخط الجنوبي" تم البدء في تنفيذه مطلع العام 1430 بعقد بلغت قيمته 6 مليارات، و650 مليون ريال، وتم تشغيله جزئيا هذا العام بنسبة بلغت 35%، وأن المرحلة الثانية التي تنتهي أعمالها العام المقبل، ستشهد تشغيل كامل الطاقة الاستيعابية، وأن هناك دراسة تجري حاليا لاستكمال المشروع وصولا إلى المسجد الحرام، وربطه بقطار الحرمين الشريفين.
الشركات المنفذة
وقال: إن 9 شركات عالمية متخصصة في مجالات القطارات شاركت في تنفيذ المشروع، وهي: الشركة الصينية للسكك الحديدية CRCC، وبومبارديه الكندية لتصنيع محركات القطارات، وسيمنس الألمانية لتنفيذ أعمال الطاقة الكهربائية ومحولات القطارات، وتاليس الفرنسية الكندية لتنفيذ أنظمة الاتصالات والمراقبة التلفزيونية والتحكم، ووستين هاوس الإنجليزية لتنفيذ بوابات المحطات المؤدية للقطارات، وكنور الألمانية لتصنيع كوابح القطارات، وSKF الألمانية لتصنيع وحدات دوران عجلات القطار، وأوتيس لتصنيع وتنفيذ المصاعد والسلالم الكهربائية، وفوسلو الألمانية لأعمال عناصر تربيط قضبان القطارات.
فوائد القطار
وأوضح الشهوان أن المشروع يقع في منطقة المشاعر المقدسة، وتحديدا في الجزء الجنوبي منها، ويبلغ طول خطه حوالى 20 كيلومترا، بمسارين مرتفعة عن الأرض بحيث تُخلى الشوارع من المركبات للاستفادة منها لسيارات الطوارئ والخدمات. مبينا أن المسار يبدأ من محطة الجمرات على طريق الملك عبدالعزيز عند المستوى الخامس لمنشأة الجمرات الحديثة، ويمر وسط طريق الملك عبدالعزيز مرتفعا عن الأرض بمشعر منى إلى مزدلفة، ومنها إلى عرفات على الطريق رقم 3، لينتهي عند المحطة الثالثة بعرفات عند الدائري الشرقي لعرفات.
إقصاء المركبات
وأكد أن مشروع القطار أسهم في سحب حوالى 30 ألف سيارة من شبكة الطرق داخل المشاعر، وهي السيارات التي يستخدمها حجاج الداخل من مواطنين ومقيمين، إضافة إلى حجاج الخليج وحجاج البر من الخارج، وأن الطاقة الاستيعابية للقطار في مرحلته الحالية تصل إلى 35% من طاقته الاستيعابية بعد اكتماله العام المقبل والبالغة 72 ألف حاج في الساعة، بحيث يمكن نقل حوالى نصف مليون حاج خلال 6 ساعات، وتعد أعلى طاقة قطار في العالم، وأن عدد القطارات التي ستعمل على الخط عشرون قطارا، وكل قطار يسحب 12 عربة بطول 300 متر للعربة الواحدة، وتتسع كل عربة لـ250 حاجا، بحيث ينقل القطار الواحد ما لا يقل عن 3 آلاف حاج.
مواقع المحطات
وأشار إلى أن المشروع يشتمل على تسع محطات مرتفعة عن الأرض، في كل مشعر ثلاث محطات يبلغ طول المحطة 300 متر، ويتم الوصول إليها عن طريق منحدرات وسلالم متحركة ومصاعد كهربائية، وقد تم اختيار مواقع المحطات بمشاركة جميع الجهات ذات العلاقة مثل وزارة الحج والأمن العام بما يضمن سهولة الوصول إليها وإنسيابية الحركة وتغطيتها لأماكن تواجد الحجاج المستهدفين بشكل سليم.
وحول مسارات القطار ومحطاته، قال: "إن المسار مزدوج بطول حوالى 20 كلم يبدأ من منطقة التخزين شرق عرفات، وينتهي بمحطة الجمرات على طريق الملك عبدالعزيز جنوب منشأة الجمرات الحديثة، بمحاذاة الدور الرابع، ومنها 18،5 كام على جسر علوي بلغ عدد أعمدته 1466 عامودا، فيما تضم جميع محطات القطار أكثر من 2500 موظف منهم 10% غير سعوديين.
مصاعد المحطات
وعاينت "الوطن" جميع محطات القطار التسع التي تشتمل على رصيف المحطة الذي يضم ثلاث مناطق، منها منطقتان للانتظار يفصل بينهما باب أوتوماتيكي، ومنطقة وصول من الجهة المقابلة، إضافة إلى وجود منطقة انتظار أخرى أسفل المحطة للمساهمة في تنظيم عملية تدفق وتفويج الحجاج إلى المحطات.
وضمت كل محطة ستة منحدرات للدخول، وستة منحدرات للخروج، عدا محطة الجمرات الرئيسية التي يتم الوصول إليها والخروج منها بواسطة جسور يبلغ عرض الواحد منها حوالة عشرين مترا، وتشتمل كل محطة على 16 مصعدا، سعة كل مصعد 50 شخصا، وتمت تغطية جميع المحطات بأسقف من مادة "التفلون" غير القابلة للاحتراق، وهي نفس المادة المستخدمة في مشروع الخيام بمشعر منى.
خطة التشغيل
بلغ عدد القطارات 20 قطارا، ويضم كل قطار 12 عربة، و10 أبواب بواقع 5 أبواب في كل جانب، فيما تتسع العربة الواحدة لقرابة 250 راكبا، تم تخصيص مقاعد للنساء وكبار السن بها تستوعب 20% من الركاب، ويحتوي كل قطار على كبينتين للقيادة إحداهما في الأمام، والأخرى في الخلف لتحقيق ثنائية الاتجاه، فيما بلغت سرعة القطار ما بين 80 و100 كيلومتر في الساعة. ويتم تنظيم خدمة النقل بالقطار بما يتناسب مع أوقات الاستخدام، حيث يتم النقل في أوقات الذروة "التصعيد والنفرة" بنظام مجموعات من ثلاث محطات مغادرة إلى ثلاث محطات وصول، أما في باقي الأوقات فيتم العمل بنظام المترو العادي "التوقف في كل المحطات"، وتشبه خطة التفويج بالقطار ما تم العمل به في تفويج الحجاج نحو منشأة الجمرات، ويستخدم العد الإلكتروني للداخلين والخارجين من المحطات، وتتم مراقبة ذلك عبر كاميرات حاسوبية حرارية.
تقرير دولي: المشروع ذو نظام آمن
حصلت "الوطن" على تقرير للمؤسسة الفيدرالية الألمانية الدولية للسكك الحديدية يؤكد أن قطار المشاعر هو أحدث نظام مترو يعمل بشكل أوتوماتيكي، وأن الطاقة الاستيعابية لنقل الحجاج بواسطة هذا القطار تعد أكبر طاقة استيعابية للقطارات في العالم، إذ تصل إلى 72 ألف مسافر في الساعة في الاتجاه الواحد.
وذكر التقرير أن القطار تم تصميمه وفقا للمعايير الدولية والأوروبية المعترف بها "الأوروبية، الإيزو، الأميركية، الألمانية، الفرنسية"، وهو ذو نظام آمن، وأن عربات قطار المشاعر المقدسة صنعت بشكل يخدم أهداف التشغيل، وهي مماثلة لأغلبية أنظمة القطارات الحديثة على مستوى العالم، وتم اختيار شكله بناء على متطلبات السعة العالية لتحميل وتنزيل الركاب في وقت قياسي بمعدل 5 أبواب في كل جانب.
مشاهدات
•القطارات تتحرك آليا دون سائق بنسبة 50%، ويكون السائق للمراقبة والتحكم.
• درجة الحرارة في مقصورة الركاب لم تتجاوز 24 درجة مئوية رغم تفاوتها من قطار لآخر.
• أجهزة فيديو مرئية وصوتية تنقل للركاب معلومات المحطات وأنظمة السلامة.
• وجود اتصال مباشر بين غرف التحكم بالمحطات ومركز القيادة والسيطرة التابع للأمن العام بمنى.