يمكن للخيال الفني والواقع العلمي المجرد أن يمتزجا معا، ليكونا منظومة فنية علمية تمتع الإنسان، وتحرك آفاقه ومداركه إلى مزيد من الاختراعات والابتكارات التي تعود عليه بالنفع في الحياة العملية، وأيضا بالإشباع الفني. مهرجان ايندهوفن بهولندا للفن والتكنولوجيا، يجمع هذه التوليفة التي تبدو متنافرة " خيال الفن " وواقع العلم التقني، من خلال تقديم أعمال فنية تم استلهامها من اكتشافات علمية للطبيعة ، كالطيور التي تصدر أصواتها في مواسم خاصة تشبه مقطوعة موسيقية، والأسماك الاستوائية التي تصدر عزفا فنيا كجوقة موسيقية منتظمة، وذلك عبر موجات كهرومغناطيسية تصدرها هذه الأسماك ، حيث تمكن العلماء من تحويل هذه الموجات إلى صوت موسيقي. وصوت خرير المياه من مرتفعات وشلالات، وذلك إبان استخدام هذه الشلالات في توليد الطاقة، وغيرها من الاكتشافات العلمية التي ثبت إبان اكتشافها وجود علاقة فنية موسيقية وغير موسيقية ، بما في ذلك الأشكال التي تصنعها الحيونات البحرية لتكون الشعب المرجانية، وخلفايات هذه الأشكال العلمية وناتجاتها الفنية.

وأكد مدير المهرجان فرانس فراين أن موازنة هذا المهرجان تبلغ 1.8 مليون يورو رغم عمليات التقشف المفروضة على الفن مؤخرا ، وينتظر أن يزور المهرجان 250 ألف زائر ، وسيفتح المهرجان أبوابه من 26 الجاري في مدينة ايندهوفن ، لمدة يومين، وسيتم افتتاحه بعزف مستمد من الاكتشافات العلمية لعالم الطبيعة ومقاطع من الكليبات يقدمها "كريس كننغهام " والذي سبق وقدم كليبات للفنانة مادونا ، مشيرا إلى أن المهرجان سيعرض لمعدات تكنولوجية رفيعة المستوى، منها عمل للبلجيكي كريستوف دي بويك ، يكشف بصورة علمية النشاط الدماغي للإنسان إبان سماع الصوت أو الموسيقى، وجهاز " سكنو جراف " يكشف بصورة شفافة ردود أفعال الحيوانات البحرية مع تراقص الأمواج أو إبحار السفن .

ويمكن لزوار المهرجان التواصل عبر بطاقات رقمية بالكمبيوتر مع العلماء والمخترعين، الذين توصلوا إلى اكتشافات علمية لها علاقات فنية في الحياة .