رحلة من التعب والشقاء والتشرد تحف بالباحثين عن مسكن يأويهم في منطقة جازان، بعد أن قاربت المنطقة على كسر الأرقام القياسية في خلوها من الشقق المفروشة.

وامتد العجز في المساكن إلى قيام الباحثين عن سكن بحجز الشقق والمنازل التي لاتزال في طور التأسيس والإنشاء، فيما لجأ بعض طلاب الجامعة للمقاهي للاسترخاء، وحول آخرون سياراتهم إلى غرف للنوم.

واستغل ملاك العقارات حاجة المواطنين والمقيمين إلى إيجاد مسكن لهم في رفع أسعار العقارات والمساكن وذلك في ظل ارتفاع الشقق والوحدات السكنية وعزوف المستثمرين عن بناء الوحدات السكنية، رغم تقديم جميع التسهيلات لهم من قبل الجهات الرسمية في جازان في المجال العقاري والسكني.

وقال محمد المالكي طالب في جامعة جازان، إنه كان سعيدا بقبوله في جامعة جازان، ولكن سرعان ماكان السكن سببا في قلقه ، مبينا أنه منذ بداية الفصل الدراسي الأول وهو يبحث عن سكن إلى أن استقر به الحال للإقامة مع مجموعة من الطلاب في سكن متواضع إيجاره مرتفع جدا، ورغم ذلك فهو غير مهيأ للمذاكرة أو حتى النوم أحيانا.

وأشار المالكي إلى أنه في بداية بحثه عن السكن كان يتنقل بسيارته مابين البحر والمقاهي والمساجد، بحثا عن غرفة ينام بها فكان يذهب لتلك المواقع لعله ينعم ولو بـ"غفوة" من النوم تنسيه شعوره بالإرهاق من رحلة التشرد في البحث عن شقة مفروشة أو حتى خالية ولكنه لم يجد.

وقال علي فيصل عسري إن أزمة المساكن حديث المجالس اليومية والتي تشكل هاجسا مقلقا لدى كل من يريد أن يحصل على شقة مفروشة ويكفّ عن التنقل من شقة إلى أخرى بالإيجار اليومي.

وأضاف فيصل، أن الأمر ازداد سوءا خاصة أن بعض الشقق المفروشة التي تجاوز عمرها الإنشائي أكثر من 10 سنوات وصل سعرها إلى قرابة 28 ألف ريال مما زاد من المعاناة في الحصول على شقة، وأن وجدت فهي قديمة وأسعارها عالية جدا وغير مناسبة للسكنى وليس بها أي وسائل للراحة.

وقال أحمد الحربي "قدمت لجازان للعمل، ولكن لم أتخيل يوما أن سيارتي سوف تكون منزلي، ودورات المياه بالمساجد مكانا للاستحمام، فقد عشت معنى الضياع والتشرد في البحث عن شقة للعزاب فلم أجد، حتى إنني حاولت السكن مع بعض المقيمين العرب في شقة بها قرابة 10 أشخاص تضم غرفتين ودورة مياه ومطبخ.

من جهته أشار رئيس لجنة العقار بالغرفة التجارية الصناعية بجازان فوزي مريع، إلى أن نسبة العجز في الوحدات السكنية في جازان بلغت قرابة 20 ألف وحدة سكنية، أي بمعدل 40 %، لافتاً إلى أن طلب الشقق في المنطقة يعتبر أكثر من العرض والذي تسبب في ارتفاع أسعار الشقق والعقارات المؤجرة في المنطقة.