حين وقف الفنان الكويتي طارق العلي وهو في منتصف العشرينات من عمره أمام الفنان الكبير جداً في وطنه والخليج عبد الحسين عبد الرضا في مسرحية سيف العرب كان يقف نداً له، وقد أبهر الجمهور رغم نجاح عبد الحسين الطاغي في تلك المسرحية، لاسيما وهو يقدم "كركتر" لشخصية صدام حسين. طارق العلي اليوم هو غول كوميدي في الكوميديا الخليجية، بل يكاد يكون الفنان الوحيد الذي يقدم كوميديا هدفها الإضحاك فقط دون قضية تهزم النكتة، ودون التحلل منها للوصول إلى التفاهة.

طارق العلي هو المسرح الخليجي اليوم والكويتي بعد رحيل العمالقة في الكويت وانصراف البقية للمسلسلات ووفاة المسرح السعودي، فقد تجمّل صيف أبها هذا العام بمسرحيته (بخيت وبخيتة).

مصيبة طارق العلي هي مصيبة كل ممثلي الكوميديا بالخليج والعالم العربي، انعدام النص الفني الجذاب الذي يستنطق السخرية ببراعة من براثن الواقع متجاوزاً براثن الإسفاف.

طارق العلي رغم ذلك ورغم كل شيء لا يكل ولا يمل من العمل، من سينما لمسرح لتلفزيون، ولديه إمكانات في شخصه ككوميدي وفنان حقيقي وصعلوك لا تتوافر عند غيره، فعند اندماجه مع النص تجده يبتكر في دخول للنص من خلال الخروج منه بعبقرية تصنع النكتة من أفيهات ساخرة، وليدة اللحظة التي يشعر بها كي لا ينقطع خيط المتعة.

في (الفلتة) المسلسل الذي تعرضه الـmbc1 يقدم طارق العلي شخصية حمود المداوي مع ابنه خليفة، الفنان المغرم ببنت عمته، ومجيد الشاب الأسمر الذي تشعر أنك أمام نسخة مطورة من الفنان الكبير سعد الفرج، والأم الفنانة منى شداد، في المسلسل تتجلى عبقرية طارق العلي في كوميديا الموقف في إطار تراثي محبب، يعيد إلى الأذهان مسلسل درب الزلق بشخصية حمود المداوي، الذي يعتد بعقله في إيجاد حلول للمشاكل الطارئة اليومية الممزوجة بطموحاته للمال، وهي نفس شخصية (حسينوه) في درب الزلق.

طارق العلي مجتهد غير عادي، يقبض على النجاح في ساحة توسعت بشكل لا يطاق، لم ينجم عنها سوى ثرثرة تعج بالتصنع والفقر الفني!

طارق العلي ينجح في ساحة مهزومة!!