كشفت تقارير فلسطينية أنه بموازاة الجهود التي تبذلها الإدارة الأميركية لتجميد الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لإعادة المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، تقوم جمعيات أميركية ورجال أعمال أميركيون مرتبطون باللوبي الصهيوني بتمويل الاستيطان وشراء منازل الفلسطينيين تحت الترغيب والترهيب، وخاصة في القدس الشرقية، فيما تقوم الآلة العسكرية الإسرائيلية بحماية المستوطنين وتشريد أصحاب المنازل الحقيقيين.كما تقوم الشرطة الإسرائيلية بتدمير منازل الفلسطينيين بحجة مخالفتها للقوانين.

وفي هذا الإطار، حذر مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية مما أسماه "سياسة إسرائيلية جديدة" تستهدف الالتفاف على الضغوط الدولية والأميركية لوقف الاستيطان في القدس المحتلة من خلال تصعيد سياسة الاستيلاء على عقارات المقدسيين وطردهم منها ما يشكل تطورا نوعيا في هذه السياسات لا يكتفي بمصادرة الأراضي وبناء المستوطنات عليها أو توسيع القائم منها، بل يصادر العقارات ويطرد السكان مستعينا بالجهاز القضائي الذي يوفر الغطاء والدعم القانوني لمثل هذه السياسات.

وورد تحذير مركز القدس هذا بعد أقل من 24 ساعة على استيلاء مستوطنين يهود بحماية الشرطة الإسرائيلية وإشرافها على مبنى من ثلاث طبقات في حي الفاروق بجبل المكبر.

واتهم المركز أوساطا يهودية أميركية بالوقوف وراء عمليات الشراء وتمويل الاستيلاء على عقارات المقدسيين، مطالبا الإدارة الأميركية باتخاذ إجراءات قانونية ضد كل مواطن أميركي يمول أنشطة استيطانية أو عمليات استيلاء على عقارات فلسطينيين في القدس الشرقية المحتلة.

وأشار المركز بهذا الشأن إلى النشاط التمويلي الواسع الذي يقوم به المليونير الأميريكي اليهودي إيرفينغ موسكوفيتش الذي يقف وراء العشرات من عمليات الاستيلاء على عقارات المقدسيين، وتمويل بناء مستوطنة حي رأس العمود المعروفة باسم "معاليه هزيتيم"، وكذلك السيطرة على العديد من العقارات في حي الشيخ جراح.

وأكدت وحدة البحث والتوثيق في المركز تورط شركة "وول إنفستمنت" العقارية الأميركية في العديد من صفقات الشراء المشبوهة لعقارات المقدسيين كان آخرها الاستيلاء على عقار عائلة قراعين في حي الفاروق بجبل المكبر، علما بأن هذه الشركة اشتهرت في السابق بالوقوف وراء عمليات شراء أراض وعقارات في القدس القديمة، وسلوان، والشيخ جراح بالتعاون والتنسيق مع جمعيات استيطانية يهودية يمولها موسكوفيتش مثل: "إلعاد"، و"عطيرات كوهانيم"، وهاتان الجمعيتان تشرفان على نحو 70 بؤرة استيطانية داخل أسوار المدينة المقدسة، و40 بؤرة في سلوان ورأس العمود، ونحو 20 بؤرة استيطانية في أحياء الثوري، جبل الزيتون، والشيخ جراح.

ونوه التقرير إلى الدعم اللامحدود الذي تقدمه الحكومة الإسرائيلية ودوائرها التنفيذية المختلفة لهذه الجمعيات الاستيطانية، وكان أبرز قرار اتخذته تلك الحكومة العام الفائت بنقل الإشراف على المنطقة المتاخمة للبلدة القديمة والمسماة إسرائيليا بـ"الحوض المقدس" إلى جمعية "إلعاد" وغيرها من الجمعيات الناشطة في الاستيلاء على عقارات المقدسيين.

وفي الاطار نفسه، هدمت قوات الاحتلال مضارب آل دعيس في قرية خربة أبو العجاج في الجفتلك بمنطقة الأغوار الشمالية، وقامت بتدمير المزارع وحظائر الأغنام وخزانات المياه، وتركت نحو 150 فردا من سكان القرية بلا مأوى.