المانع/ نعم.

ما الذي تفكرين فيه الآن؟

في هذه اللحظة؟!

نعم في هذه اللحظة.

أشتغل على ورقة أعدها لمنتدى السيدة خديجة بنت خويلد في جدة والذي يقام الأحد المقبل.

أما زلت تلك المقاتلة التي لم تلن بعد؟

أنا لا أحب هذه الألفاظ.

أي ألفاظ؟

لفظ القتال، لست مقاتلة، أنا مدافعة عن حقوقي، لا أستسلم عندما يسلب مني حق.

ما هي حقوقك؟

حقوقي في إبداء رأيي.

مع أن رأي المرأة شبه مكفول الآن.

لا، المرأة مازالت تعامل على أنها قاصر، وهذه أهم الحقوق المغتصبة.

كيف تريدين للمرأة أن تكون؟

أن تقرر شؤونها بنفسها، لا أحد يفكر بالنيابة عنها.

لكننا مجتمع شرقي.

وإذا؟

أنت لا تؤمنين بشرقية المجتمع؟

لا أعترف بهذه التقسيمات، البشر هم البشر.

أنت تحاولين أن تستلبي حقوق الرجل؟

أستلب حقوق الرجل! كيف؟

تلغين فوقية الرجل؟

لماذا يشعر الرجل أنه دائما فوق، هذا غير صحيح نحن بشر متساوون.

في كتابك "زامر الحي" تقولين إن اختلاف الثقافات الاجتماعية يخلق نوعا من التناحر، هكذا فهمت؟

أنا أقصد الانطلاق من خلفية واحدة.

كيف من مرجعية واحدة؟

مثلا، عندما ننطلق من فكرة واحدة، والتعدد الذي أرى أنه كارثة على المجتمع هو أن ينطلق المجتمع من خلفيات متعددة.

ما هو هدفك بالتحديد ؟

هدف واحد لا يكفي، أهدافي متعددة وإذا انتهت أهداف الإنسان انتهى وجوده بالحياة.

ما هي؟

هناك أهداف خاصة وعامة، الخاصة قد لا تهم الآخرين لكن آمل وأرجو أن أقدم شيئا لمجتمعي.

كيف تقدمين شيئا للمجتمع؟

من خلال قناتين، التدريس بالجامعة والكتابة.

البعض يرى أن المرأة في محيطنا تنادي بحقوق قد تكون مترفة؟

هذا الرجل الذي تتكلم عنه، أحس أن صورته غامضة جدا.

وأن المرأة تنادي بقيم قد لا تكون ضرورية؟

لا تكون ضرورية؟

كقيم غير حية مثلا؟

هذا يسأل عنه الرجل، هل المقصود بالقيم غير الحية هي القيم الآتية من الماضي؟ المرأة لا تطالب إلا بحقوقها.

ما مدى تأثيرك في طالباتك بالجامعة؟

كان بودي أن يوجه هذا السؤال للطالبات، لكن من خلال بعض ردود الأفعال أشعر أني أحقق نجاحا كبيرا.

مثل ماذا؟

أحيانا يذكرنني ببعض الأفكار والمواضيع التي طرحتها في محاضرات سابقة.

ماذا تدرسين؟

فلسفة التربية.

وأنت تحاضرين هل تخرجين عن المنهج أم تتقيدين بالنص؟

نحن نطرح قضايا ونناقشها، مثلا أحيانا أطالب الطالبات بما يدور من أحداث في الإعلام بشكل عام.

وهذا تحفيز لدفعهن للاطلاع؟

ربما

بعض الأساتذة يسيطرون على الطالب سيطرة تامة؟

كيف؟

مثلما نشاهد في بعض الأفلام.

لا أدري، لكن أكثر الطلاب تذمرا أقلهم عطاء وإنتاجا.

ماذا تلقنين الطالبات؟

دائما نتحدث عن مواضيع التعليم وبالأخص النواحي الفكرية والفلسفية ونتعرض لمواقف في تعليم المرأة.

مواقف! كيف؟

في التاريخ موقفان من تعليم المرأة، موقف فتح المجال للمرأة أن تتعلم، وهناك من نادى بعدم تعليم المرأة.

ضد تعليم المرأة؟

نعم ضد تعليمها الكتابة، في التاريخ مثلا كان الجاحظ ينهى عن تعليم المرأة الكتابة، وكذلك أبو العلاء المعري.

غريبة؟

غريبة ليه؟ إن الجاحظ وأبو العلاء المعري دعيا إلى عدم تعلم المرأة الكتابة كانا يقولان: علموهن النسج والردن (الخياطة) ودعوا القراءة والكتابة.

هذا يعني أنك تحاكمين ثقافتنا؟

نحن نطرح الأشياء للنقاش، مثلا عندك في الجاهلية يذكرون أوضاع المرأة السلبية في الجاهلية فقط.

وهل في الجاهلية شيء إيجابي للمرأة؟

نعم في الجاهلية المرأة كانت تُجيرْ لكنهم لا يتحدثون عنه.

أنت على ماذا تحرضين طالباتك؟

أحرضهن دائما على التفكير.

لماذا تقارعين التيار؟

أنا دائما أدافع عن نفسي كامرأة، لكن هذا كان قبل عشر سنوات الآن هناك تيارات كثيرة.

كيف بدأت حياتك؟

حياتي عادية جدا، لكن كان لوالدي أكبر الأثر في توجيهي.

من هو والدك؟

عبدالعزيز بن محمد المانع كان يعمل بمجلس الوزراء، وكان لديه مكتبة، وهو مثقف وكان يشجعنا على التعلم وإبداء الرأي.

في ذلك الوقت؟

نعم وتلك المكتبة كانت أكبر محفز لي على الاطلاع والقراءة وكان يضرب لنا أمثلة ببنت الشاطئ وسهير القلماوي.

والمحطة الثانية في حياتك ما هي؟

يمكن الدراسة في أمريكا تعتبر المحطة الثانية وهي انقلاب كبير في حياتي تغير فيها كل شيء.

ما هي الأشياء الماثلة في ذهنك؟

أنا أنعم الله علي بالنسيان.

نسيان الذكريات السيئة أم الجيدة؟

لا أدري لكنني أنسى دائما.

هل هو تجاوز أم نسيان فعلا أم هو إسقاط نفسي؟

أنت حللها كما تشاء لكن النسيان نعمة.

ما هي الأشياء التي تشعرين أنها مطبوعة في ذاكرتك؟

يمكن اليوم الذي ولدت فيه بابني، واليوم الذي ناقشت فيه الرسالة.

كيف علاقتك برئيس التحرير؟

أنا لا أعمل صحفية حتى تكون لي علاقة برئيس التحرير.

ما هي المطبوعة التي خذلتك؟

لا توجد.

من هو أفضل رئيس تحرير؟

عليك أن تسأل من يعملون معه.

رأيك بالتحولات الاجتماعية؟

أنا متفائلة، لأن الكارثة أصابتنا عندما كـان عندنا رأي واحـد فقط.

المجتمع في أي مرحلة من مراحل التغيير؟

في البداية.

ممن تخافين؟

أخاف من السطحيين وأخاف من الانتكاسات.

ما الذي تقولينه في نهاية حوارنا؟

أقول لوزير التربية والتعـليم: نقوا الكتب الدراسية مما يسيء للمرأة، وأقول لوزير الإعلام: أعطـوا المرأة أدوارا غير هذه الأدوار.

حوارنا انتهى شكرا

عفوا