إطلالةٌ رمضانية، نبعث معها التهاني إلى حكومتنا الرشيدة بقيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ـ يحفظه الله ـ، وإلى الشعب السعودي الكريم، والأمتين العربية والإسلامية، داعياً الله جلّ وعلا أن يعيد علينا هذا الشهر المبارك ونحن ننعم بالأمن والأمان والاستقرار والازدهار.

جميلٌ أن نلتقي في هذا الشهر، لنتناول سوياً الحديث عن خيرات هذا الوطن المعطاء، الذي نعيش في نعيمه وتحت ظلاله، وننهل من ينابيعه التي لا تنضب، عذبٌ هو هذا اللقاء الرمضاني الذي نسلّط الضوء من خلاله على جوانب انبثقت من عمق اهتمام القيادة، وحرصها على توفير كل ما من شأنه إسعاد أبناء المملكة العربية السعودية.

إن الحرص الكبير الذي توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ـ يحفظه الله ـ، لم يكن وليد اليوم، وإنما هو امتداد لنهجٍ وضع لبنته مؤسس وموحّد هذه البلاد المغفور له بإذن الله تعالى الملك عبدالعزيز ـ طيّب الله ثراه ـ، يقوم على الاهتمام بالمواطن وحاجاته، وتحقيق كافة أوجه الاستقرار، وهذا ما سار عليه جميع ملوك هذه البلاد بعد مؤسسها، إلى وقتنا الحالي الذي نشهد فيه النماء والنهضة على صعيد مجالات عدة ومختلفة، تحت قيادة أبٍ حكيم يضع نصب عينيه دوماً راحة أبنائه، ونهضة الوطن وتطوّره والارتقاء به، وما نجده اليوم من إنجازات متواصلة، ما هي إلا شهادة على حقيقة ذلك الحرص، الذي طال جميع القطاعات، من تعليمية وصحية واقتصادية وإسكانية... وغيرها.

وما من شك بأن قطاع الإسكان يأتي في مقدمة اهتمامات قيادة وطننا الغالي، كونه يشكّل أحد أولويات المواطن التي يسعى إلى تأمينها، باعتبار أن السكن الملائم يعدّ أحد المتطلبات الرئيسية للحياة الكريمة، فضلاً عن تأثيره المباشر على معيشة المواطن وإنتاجيته، وبناء على ذلك صدر الأمر الملكي الكريم بإنشاء وزارة للإسكان، تُعنى بجميع المهمات والاختصاصات المتعلّقة بالإسكان، لتجد هذه الوزارة الدعم الكبير واللا محدود، وما أدل على ذلك ما صدر مؤخراً من أوامر ظهر منها الاهتمام الواضح بالقطاع الإسكاني، من دعم صندوق التنمية العقارية بمبلغ 40 مليار ريال، ورفع قيمة القرض العقاري إلى 500 ألف ريال، ودعم الهيئة العامة للإسكان ـ سابقاً ـ بمبلغ 15 مليار ريال لبناء وحدات سكنية، تبعه دعم آخر بمبلغ 250 مليار ريال لبناء 500 ألف وحدة سكنية، وها هي وزارة الإسكان اليوم، تسير وفق ما رُسم لها وما أُنشئت لأجله، فهناك مشاريع عدة تحت الإنشاء في مختلف مناطق المملكة، إضافة إلى مشاريع أخرى سيتم العمل عليها قريباً بمشيئة الله تعالى، حتى تحقق الوزارة أهدافها، وتصبح مشاريعها قائمة في جميع مدن المملكة ومحافظاتها، وبالتالي يتحقق للمواطن السعودي جزء مهم من احتياجاته.

وأسهم دعم خادم الحرمين الشريفين لوزارة الإسكان منذ أن أمر بتأسيسها، واهتمامه بهذا المجال، في قطع الوزارة لجزء كبير من عملها المطلوب، حيث تمّت ترسية عقود ما يزيد على 30 مشروعاً إسكانياً، تشمل عددا من مدن وطننا، وعجلة السير لا تزال تعمل بكل ما لدى الوزارة من قدرات وإمكانات، سعياً إلى مضاعفة عدد المشاريع، لتطال جميع أرجاء المملكة، ويستفيد منها كل من يفتقد إلى السكن، وتماشياً مع هذا التوجّه، فقد تم مؤخراً توقيع عقد استشاري هندسي متخصص لإعداد التصاميم المناسبة لتنفيذ 11 مشروعاً إسكانياً، وستتبعها المزيد من الخطوات التي تتوافق مع الآمال والطموحات بمشيئة الله تعالى.

وزارة الإسكان هيأت في الوحدات الإسكانية التي تعمل عليها، جميع متطلبات الأسرة السعودية، بل إنها حرصت على ألا تقتصر مشاريعها على الإسكان وحسب، وإنما تمتد لتصل إلى توفير كافة المرافق الخدمية التي يحتاج إليها السكان، من مساجد ومدارس ومرافق ترفيهية وتجارية، وذلك بالتعاون مع الجهات المعنية، ليظهر المشروع بصورة حي سكني متكامل، لا ينقصه شيء.

ومن المعروف أن التنمية تأتي على ارتباط وثيق بالجانب الإسكاني في أي بلد كان، ومن هذا المنطلق تعمل وزارة الإسكان لاستجابة واحد من أهم المتطلبات للكثير من المواطنين، إذ تأمل الوزارة أن تقدّم ما وضع على عاتقها بإتقان، وأن تكون متماشية مع تطلّع ورؤية قائد مسيرة هذا الوطن، والتي تكمن في توفير الرفاه الاجتماعي والاقتصادي لجميع المواطنين.

إنني إذ أتناول هذه الخطوات المرسومة على خارطة التقدّم، فإنني أدرك تماماً أنني لم أذكر إلا جزءاً يسيراً من إنجازات عظيمة، عاشها وطننا ولا يزال، وسيعيشها دائماً بإذن الله تعالى، فحقّ لنا أن نفخر بمملكة يقودها ملكها المعطاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الذي يخطّ لشعبه طريقاً واضحاً للنمو والتقدم والازدهار.

... وكل رمضان وأنتم في سلام وأمان.