كلما سألت عن مستوى الممرضين السعوديين جاءني الجواب أن أغلبهم بوضعهم الحالي، أصبحوا عالة على مستشفيات الدولة! أكرر السؤال: وماذا عن الممرضة السعودية؟ فيأتي الجواب أنها تعدل عشرة ممرضين! ربما المسألة الوحيدة التي أتفق فيها مع وزير الصحة الحالي هي عدم قناعته بالممرضين الحاليين.. إذ يفترض فعلا أن يكون مستوى هؤلاء الممرضين أعلى من وضعهم الحالي، سواء فيما يتعلق بالتأهيل العلمي أو بالسلوك والانضباطية والأداء.. نحن لا نتحدث عن محاسب في هايبر أو بائع في معرض ملابس أو ميكانيكي سيارات.. نحن نتحدث عن إنسان يعهد إليه برعاية صحة المرضى ومتابعتهم. بالطبع الوزارة اليوم تحصد ما زرعته سنوات طويلة.. حينما كانت تمنح رخص المعاهد الصحية وكأنها تمنح رخصا لمحل خضار وفواكه أو مخبز، فتحولت تلك المعاهد الهزيلة إلى استراحة لتسلية خريجي الثانوية، يحصلون بعد خروجهم منها على شهادة تجيز لهم الإشراف على صحة البشر.. حيث خرج آلاف الممرضين ووجدوا أنفسهم على الرصيف لضعف تأهيلهم، وبدؤوا في الضغط على الوزارة لقبولهم فرضخت لهم ـ "خبز خبزتيه.. يا الرفلا أكليه"! الذي أتمناه من الوزارة أن تفتح ملف الممرض السعودي.. كثير منهم هربوا إلى الأعمال الإدارية، والأكثر منهم من يتسكع في ردهات المستشفى وكأننا أمام عارض أزياء! أعيدوا تأهيلهم.. أعيدوا تقييمهم.. ألزموهم بتطوير مستوياتهم.. تابعوهم وراقبوهم.. اربطوا علاواتهم وترقياتهم بمستواهم المهني.. نريدهم أن يسدوا مكان الممرض الفلبيني.. ذلك الذي كنا نثق فيه أحيانا أكثر من ثقتنا بالطبيب العربي!