ما زال إطلاق مشروع اندماج شركات المقاولات الكبرى في المملكة والذي بدأ منذ عام، يواجه عددا من العقبات من بينها جمود بعض الأنظمة في وزارة التجــــارة والصناعة، إضافة إلى تخوف بعض الشركات من فقد تصنيفها في سوق المقاولات السعودية إثر الاندماج.

وفي هذا الإطار يقول رئيس اللجنة الوطنية للمقاولين في مجلس الغرف السعودية عبدالله رضوان في تصريح إلى "الوطن" إن فكرة اندماج شركات المقاولات لم يكتب لها النجاح حتى الآن حيث سعت اللجنة خلال الأشهر الماضية لتفعيل المشروع، غير أن أنظمة وزارة التجـارة والصنـاعة لا تساعد على إحياء هذه الفكرة.

وأضاف "أن عددا من شركات المقاولات الكبيرة في السعودية ترفض هذه الفكرة خوفاً من فقدان هويتها وتغيير تصنيفها في سوق المقاولات السعودي"، مبيناً أن الأمر يحتاج إلى تغيير بعض الأنظمة والقوانين لتسهيل عملية الاندماج.

وقال "أفضل وسيلة بديلة عن فكرة الاندماج هو التحالف بين الشركات لضمان الاستمرارية ومواجهة التحديات التي تواجه سوق المقاولات محلياً ، متى ما علمنا أن هناك ما يقارب 900 شركة مقاولات مصنفة في السعودية ما بين شركات طرق ومبان وغيرها".

وفي حين رفض نائب رئيس اللجنة الوطنية للمقاولين المهندس عبدالرحمن الخريجي، الإقرار بفشل فكرة اندماج شركات المقاولات السعودية، قال "نحتاج إلى تغيير بعض الأنظمة والقرارات المتعلقة بتصنيف شركات المقاولات والدرجات المستحقة لها، بالإضافة إلى إعطاء بعض المحفزات لنجاح المشروع الذي سيكون مدعاة إلى مزيد من الانتعاش الاقتصادي محلياً".

وأعلنت 11 شركة مقاولات في ديسمبر 2009 مشروعا لتأسيس كيان كبير يستطيع المنافسة في السوق المحلية والإقليمة في مجال المشاريع العقارية والإنشائية، تحت مسمى شركة اتحاد شركات المقاولات السعودية برأسمال متوقع وصوله إلى أربعة مليارات ريال.

وتعمل الشركات الـ11 في مجالات متنوعة في قطاع المقاولات السعودي مثل أعمال البنية الأساسية، الإنشاءات، مشاريع البترول والغاز، والتطوير العقاري، أعمال الصيانة، فيما يهدف المشروع الأكبر من نوعه في المملكة لمساعدة تلك الشركات بعضها بعضا في تنفيذ مشاريع إنشائية متنوعة.

وقال صاحب شركة الصالح للمقاولات المهندس صالح الخثران إن اندماج شركات المقاولات يعد جزءا رئيسيا من التنمية ولابد للشركات أن تواكب الواقع وتحاول فهم فكرة الاندماج بشكلها الصحيح التي تهدف إلى تعزيز القوى والجهود في جهة واحدة وصهر القدرات والخبرات للظهور بشكل جديد للشركات المدمجة.

غير أن الخثران عاد ليؤكد أن كثيرا من شركات المقاولات الكبيرة ترفض فكرة الاندماج مع شركات مقاولات صغيرة للاحتفاظ بهويتها وتصنيفها حسب أنظمة وزارة الشؤون البلدية والقروية، وتفضل بدلاً عنها التحالف الذي قد يجر المنفعة لجميع الأطراف المتحالفة.

وأوضح رجل الأعمال سعـود الشلوي، أن القلق على مسـتقبل شركات المقاولات السعوديـة اقتصاديا أدى إلى بزوغ فكرة الاندماج لضمان استمرارها والبقـاء في دائرة المنافسة على المشاريع سواء الحكومية أو الخاصة.