"وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا".. كل عام والوطن والمواطن بخير ونعمة وأمن وأمان ومن خير الله ونعمه على هذا الوطن الغالي تمكين القيادة الغالية أن يكون هدفها أمن وأمان المواطن.

الأمن والأمان في هذه الكلمات يتجلى في هذا الشهر الكريم بالعطاء والمساعدة للمحتاج من أبنائنا المعوزين، "فتكافل" هو مشروع عطاء صادق من رجل عاهد الله على خدمة شعبه وأمته. فقد خص ـ حفظه الله ـ أبناءه وبناته وتكفل بهم من خلال "مؤسسة تكافل" الخيرية لمنسوبي وزارة التربية والتعليم ومساعدة طلبة وطالبات المدارس المحتاجين.

"تكافل" مؤسسة تماثل الجمعيات الخيرية المنتشرة في مدن المملكة، ولها صفتها الاعتبارية المستقلة، ولا ترتبط بوزارة التربية والتعليم لا مالياً ولا إدارياً، ويرأس مجلس الأمناء وزير التربية والتعليم.

ويميز "مؤسسة تكافل" بأنها ليست محصورة في المدينة أو المحافظة بل إن فروعها في كافة المدن والمحافظات لتخدم ما يزيد عن ثلاثين ألف مدرسة بنين وبنات.

كما أن "مؤسسة تكافل" تنحصر مساعداتها في طلبة وطالبات مدارس التعليم العام المحتاجين، وتحديد المستحقين يتم عبر وسيلة دقيقة وسريعة وشاملة تتميز بالقرب من المحتاجين الذين قد لا يعبرون أمام الناس تعففاً وذلك من خلال لجنة في كل مدرسة برئاسة المدير أو المديرة وعضوية ثلاثة من هيئة التدريس والمرشد الطلابي ومشرف التوعية والنشاط، كما أتطلع إلى مشاركة الطلبة في مدارسنا المتعلمة بإذن الله.

وللمدرسة أن تستعين بمن تراه من سكان الحي لمساعدتها وتحديد الأيتام والمحتاجين، وذوي الحاجة من الطلبة والطالبات.

وتتميز "تكافل" بانخفاض المصاريف الإدارية ورواتب الموظفين، فاللجان المدرسية تطوعية والموظفون من إدارات التربية والتعليم، كما أن أعمالها وفق برامج حاسوبية متقنة وبالمركز الرئيسي في الرياض.

إن مجلس الأمناء المقترح بعد الاعتماد على الله سيعمل على تفعيل دور هذه المؤسسة الخيرية على ضوء ما يردها من تبرعات، وهبات، وصدقات، ووصايا، وأوقاف، لتقوم بتأمين المستلزمات المدرسية للطلبة والطالبات، والملابس الصيفية والشتوية والرياضية، وكوبونات المقاصف المدرسية. وستكون هناك مرحلة ثانية لتأمين بعض المواد التموينية لأسرهم والاحتياجات المنزلية الضرورية.

أما المراحل اللاحقة فسيكون هناك تنسيق مع المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، والمؤسسات الأهلية المتخصصة لعقد دورات مهنية وفنية قصيرة تساعد الطلاب والطالبات على كسب العيش، وسيكون إلحاقهم في هذه الدورات بما لا يتعارض مع انتظامهم في الدراسة.

ستراعي "مؤسسة تكافل" في كل مساعداتها سواء داخل المدرسة، أو ما يتم إيصاله لأسرة الطالب أو الطالبة، وما يقدم من مساعدات عينية من شركات ومؤسسات أهلية أو غيرها، عدم الإشارة إلى ما يسيء لكرامة الطالب أو أسرته، وعدم السماح باستغلال هذا المشروع لأي أغراض لا تخدم أهدافه.

وأخيراً فإن تقديم المساعدات المالية والعينية للطالب أو الطالبة من قبل "مؤسسة تكافل" لا يؤثر أو يتعارض مع استمرار أي مساعدات أخرى يتلقاها الطالب أو الطالبة أو أسرهم من أي جهة كانت.

هذه "تكافل" مؤسسة خيرية إنسانية وطنية تفعل بمشيئة الله وتوفيقه في هذا الشهر الفضيل بعد أن تفضل خادم الحرمين الشريفين ـ حفظه الله ـ بتخصيص مبالغ سنوية ستدعم مع ما سيصل هذه المؤسسة الخيرية من أهل الخير لسد حاجة المحتاجين من أبنائنا الطلبة والطالبات وتحقيق الأمن والأمان في بيئة التكوين لبناء الوطن ورسم مسيرته المستقبلية على أيدي أبنائه وبناته، مؤملين التكامل والتكافل في وطن نبعت منه أسمى الرسالات وحقيق به أن يسمو إلى هذا العمل الخير.