لم أفاجأ بقرار الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) حرمان المنتخب السوري من اللعب في منافسات التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم المقبلة صيف عام 2014 بالبرازيل. وسر معرفتي المسبقة بحدوث مثل هذا القرار تواجد الجنرال السويسري البغيض جوزيف سيب بلاتر صاحب السجل الجدلي الغريب فضلاَ عن تواطئه الدائم مع السياسة وخضوعه التام لمرئيات دول بعينها في هذا المجال. من يتتبع سجل بلاتر يعرف تمام المعرفة أنه نشأ من رحم السياسة مهما تم تبسيط الأجواء المحيطة به في دولة محايدة سياسياً!

وحتى نكون موضوعيين أكثر، لاشك أن النظام السياسي السوري الحالي قد أعطى لمخالب السياسة وأحدها الـ(فيفا) أن تنهش جسد اللاعب السوري وتشوهه. فهذا النظام تمادى، وأمعن في الظلم، وكل هذا تم نقله عبر وسائل الإعلام الجديد المتعددة، فشاهد العالم فظائع يشيب لها الرأس لتتحرك القوى والمنظمات والهيئات الإنسانية مناشدة رأس النظام بالرحمة والعودة إلى العقل والحكمة، كما نصحهم بذلك خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله – الذي خصص كلمة تلفزيونية مؤثرة من أجل الشعب السوري وسلامته والحفاظ على مقدراته من العبث والبطش. لكن كل هذه القيادات والمنظمات والهيئات لم تلق أذنا صاغية، وأقول إن المنظمة الكروية الدولية الأعلى تمثل جسراً سياسياً تستفيد منه قوى معينة عالمياً منذ تأسيس هذه المنظمة التي وجدت فرصة مواتية لها بأن تنتقم من النظام في النشاط الكروي الدولي لهذا البلد الشقيق والعزيز علينا كعرب ومسلمين أولاً!

وهنا.. نجد أن الحكمة جانبت النظام والمنظمة بحق اللاعب السوري، فلا النظام آبه بالرياضة أو بالرياضيين السوريين في حال حرموا المشاركات الخارجية، لأنه أصلا لم يرع للدم والنفوس البشرية حرمة كي يهتم بمشاركة رياضية مهما كان ثقلها وقيمتها ومكانتها الدولية. وأجزم أنه لا يوجد مسؤول واحد بهذا النظام سيهتز من حرمان الرياضة السورية من النشاط الخارجي حتى لو استمر هذا الغياب قرنا من الزمان، فالإهمال متجذر لكل ما هو رياضي/ شبابي. والاهتمام غائب منذ عقود، والدعم شبه مفقود، إذن المحصلة لديه أن غياب مجموعة من اللاعبين عن بطولة ولو كانت كأس العالم لن يحرك ساكنا.

من جانب الـ(فيفا) نفسها حصلت على بغيتها بأن تلبي طلبات أجندات سرية تملى عليها من قوى معروفة بالساحة الدولية منذ منتصف القرن الماضي وهي تتسيد وتسود العالم، وهي الأخرى لا تنظر إلى اللاعب السوري ذلك الرقم المؤثر في الساحة الكروية الدولية، أو أن غيابه سيحرك آلة الإعلام لتسأل عن غيابه أو حتى عن حضور. والضحية في العملية كلها هو اللاعب والمدرب والجمهور الرياضي السوري الذين سيجدون أنه قد صودرت منهم خاصية تتوافر لكل إنسان في الكرة الأرضية ومتاحة لشعوب لم تنل استقلالها بعد من باب الترفيه والتحضير لهذا الشعب أو ذلك قبل منحه حريته واستقلاله!!

لك الله أيها اللاعب السوري المغلوب على أمرك عقودا من الزمن ليجيء زمن مصادرة حقك في المشاركات الخارجية وهي المتنفس الوحيد لك.. ودعواتنا لك ولكل الرياضيين السوريين بأن ينعتقوا من التهميش المحاصرين به محلياً وخارجيا!