يقول التقرير الصحفي إن حليمة بولند بكت كثيراً دون أن تقول هذه المرة: "أبي أمي أبي أبوي أبي زوجي"، وإنما اعتمدت على دموع حقيقية حرصت على عدم مسحها "لزوم" الإضاءة وحفظاً للميك أب، نافية أي علاقة لها بالتسجيلات حتى ونحن نراها ونسمعها تقول عن صومالي متصل: "صومالي من لندن.. يمكن شحات"، فتميل بالألف حتى كسرت رقبتها، ثم تتبعها بضحكة، ثمة سؤال يلح عليّ من وحي "شتيمة" حليمة للمتصلين بها من المعجبين السعوديين وليس كل السعوديين، وسط كل هذه الكثرة من الاتصالات السعودية بحليمة بولند من المثنين عليها والمشاركين الداعمين لتغنجها غير اللائق بشهر الصوم أو غيره، والذين يكتبون القصائد فيها ويهددون بالانتحار، والسؤال هو: هؤلاء كم نسبتهم في مجتمعنا الفاضل؟ أعني من اعتبرتهم حليمة "المـ سـ..." الذين تضع يدها على قلبها عندما يتصلون ببرنامجها مخافة أن يقولوا كلمة خارجة.

100% أو 50% أم هم 10% من مجتمعنا الذي تقام فيه المخيمات الدعوية، ويدرس طلابه الدين كما يدرس المتخصصون الشريعة في البلاد الأخرى، مجتمعنا الذي يستمع كل جمعة لخطبة تبدأ بـ"اتقوا فتنة النساء"، وتنتهي بالدعاء على دعاة الاختلاط، من يتبرع ويحصيهم ويخبرنا بالنسبة؟ شريطة أن تكون إحصائيته صادقة وتحمل من الشفافية ما يعجل بإيجاد الحل الذي لا أظنه يحتاج كثيراً من التفكير.

وعطفاً على التقارير التي تؤكد تحول ضرب البنات إلى ظاهرة، أتساءل: بناتنا يشرفننا في المحافل العالمية ويحصلن على أعلى النسب في الثانوية العامة والجامعات، وهن زوجات رائعات يقفن مع الزوج والأب والأخ، وفي رواتبهن حق معلوم حتى للجيران، ومع ذلك يضربن في الوقت الذي نشاهد تلك العينات تُجرّئ علينا وعلى مجتمعنا واحدة كحليمة بولند؟! لذا ألا تظنون أنه في معركتكم الدائمة لحفظ المرأة نسيتم الفتيان وتربيتهم؛ فلم تعد تنفع معهم محاضراتكم التشجيعية والدعوية، والمدن الرياضية والمسارح والسيارات المهداة لهم مع شهادة المتوسط، فلِمَ لا تجربون عِصيّكم وخيزراناتكم لعلها تخرج لكم رجالاً تفخرون بهم كما أخرجتم من حضن الألم نساء عظيمات؟!