سعيا لتخفيف حدة التوتر والقلق من الضغوط التي تصاحب الاستعدادات الخاصة بالزواج، تلجأ بعض الفتيات المقبلات على الزواج إلى تناول أنواع مختلفة من العقاقير المهدئة للأعصاب، وتعتبر هذه العادة جديدة وخطيرة في عصر السرعة، فلم يعد باستطاعة بعضهن الاقتناع باستخدام الأعشاب المهدئة أو الزيوت المعطرة والباعثة على الاسترخاء، بل يفضلن الحلول السريعة.

أروى المحمد وهي عروس جديدة تزوجت حديثاً تحدثت عن تجربتها مع هذه المهدئات وقالت إنها في الفترة التي سبقت الزفاف لم تكن تستطيع النوم، وحاولت التخفيف من حدة القلق والتفكير، وجربت تناول الأعشاب الطبيعية كاليانسون والبابونج وغيرها، ولكنها لم تجد بديلاً سوى بعض الأدوية والعقاقير المهدئة، خاصة في ليلة زواجها.

في حين قالت جميلة المسعد إنها وجدت العديد من الفتيات حولها يتناولن تلك المهدئات بشكل مؤقت، واطمأنت من عدة صيادلة بعدم خطورة تلك الأدوية المهدئة للأعصاب، وأنها لا تؤدي إلى الإدمان، ولهذا قامت بتجربة دواء على مدى ثلاثة أيام قبيل ليلة زواجها ساعدها على تنظيم ضربات القلب، وجعلها أكثر هدوءا.

وعلى عكس الآراء السابقة أكدت بثينة المرزوق رفضها لاستخدام مثل تلك العقاقير، مشيرة إلى أن اللجوء إلى مثل تلك الحلول سيجعل الفتاة أقل صبراً وقدرة على التركيز مستقبلاً إذا واجهتها أية مشكلة، وترى أن المتعة الحقيقية في الاستعدادات لمرحلة الزواج تكمن في الحالة التي تصيب المقبلة على الزواج والتي تكون مزيجا من المتعة والقلق في الانتظار والانتهاء من كل شيء يتعلق بترتيبات الزواج، حيث تظل هذه الأيام في ذاكرة الفتاة طوال حياتها.

أما دلال الخالد فقالت إنها ووالدتها استخدمتا نوعاً من الفيتامينات منها "فيتامين ب" يوجد في الصيدليات ساعدهما كثيراً على الشعور بنوع من الاسترخاء نتيجة الضغوطات التي واجهتها هي وأمها قبيل عقد القران والاحتفال بالزواج.

وعن تجربتها مع العقاقير المهدئة قالت عبير العبدالله إنها في ليلة زواجها وصلتها حبة مهدئة عن طريق إحدى قريباتها، ولكنها خافت من تناولها، حيث إنها ترى أن فترة الاستعداد للزواج وما فيها من مشاعر مشحونة بالقلق والتوتر هي فترة ممتعة، لأنها تجعل الفتاة تخوض تحديات من أجل شيء جميل تتمناه كل فتاة.

وسألت "الوطن" الصيدلاني محمد سالم عن مدى إقبال الفتيات على شراء المهدئات، فقال إن البعض منهن يطلبن دواءً ينظم ضربات القلب مثل دواء معين انقطع عن السوق قبل سنة كاملة لأسباب مجهولة، وإنه بشكل عام فإن الأدوية التي تشتريها الفتيات من الصيدليات، أو تعطى من دون وصفة طبية يكون تأثيرها مؤقتاً، ولا يسبب حالة من الإدمان، حيث إن الأدوية التي يكون مفعولها قوياً تعطى فقط للمرضى الذين يعانون من أمراض نفسية، وذلك بوصفات طبية يحددها المعالجون والمختصون.

ونصح سالم بعدم اللجوء إلى هذه الحبوب المهدئة إلا بموجب وصفة طبية، مشيرا إلى أن بعض الأدوية المهدئة تؤدي إلى نتائج سلبية قد تصل إلى التفكير بالانتحار. وتنصح خبيرة التدليك والاسترخاء ريم الأحمد بضرورة أن تقوم الفتاة المقبلة على الزواج بعمل جلسات للتدليك Relaxation في فترة استعدادها للزواج والتي تعتبر مرحلة كبيرة بالنسبة لكل فتاة، وذلك لأن الفتاة تشعر بأنها أمام فترة جديدة ستتغير فيها حياتها كلياً، ولهذا فالأفضل لها أن تقوم بعمل حمامات الاسترخاء، وكذلك جلسات التدليك التي لها نتائج إيجابية، حيث إنها تعمل على تهدئة الأعصاب من خلال التركيز على مناطق معينة في الجسم، مما يساعدهن على النوم أيضاً، ويقضي على حالة الأرق التي قد تصيب البعض منهن.