دعا المدير التنفيذي لمجموعة ووكر للمواهب (WTG)، الرئيس السابق لتطوير المواهب في شركة "أبل" دانيال ووكر العالم العربي إلى استغلال طاقاته، مؤكدا أنه يحظى بنعمة وجود طاقات بشريّة مهمّة.

وطالب ووكر الشعوب العربية بالنظر إلى أبعد من حلّ التحديات التي يواجهونها اليوم، وذلك من خلال الرؤية الصحيحة، والاستراتيجيّات، والتنفيذ والاستثمارات، مضيفا "بإمكانكم أن تصبحوا قادة عالميين في مجال تطوير القدرات البشريّة".

وأشار ووكر، في كلمته الرئيسة عن رأس المال البشري وتطوير المواهب في فعاليات مؤتمر "فكر9" أمس، إلى أن عددا كبيرا من البلدان في العالم يواجه مسائل متشابهة ومتطابقة. وقال: "أنتم تحظون بفرصة التنافس، في حين أنّهم يحاولون فهم الأمور. فالنتائج الاستثنائيّة تقتضي إجراءات استثنائيّة. وتبقى النتائج في أيديكم وفي أيدي سائر قادة العالم العربي. ووجه ووكر رسالة إلى كلّ فرد من الحضور قال فيها "الرحلة المهمّة تبدأ بخطوة وحيدة، ما هي الخطوة التي ستقومون بها عندما تعودون أدراجكم".

ونبه ووكر إلى التحديات التي يواجهها العالم العربي قائلا "إنها ليست فريدة واستثنائيّة؛ إذ إنّ كافة الأمم والمؤسسات والشركات التجاريّة تواجه مشاكل جدّية في رأس المال البشري، جهود كبيرة تُبذل ومبالغ كبيرة من المال تُنفق بحثًا عن أجوبة، ومع ذلك، تأتي النتائج تدريجية وغير مجدية في نهاية المطاف، فتطوير رأس المال البشري وبناء القدرات يقتضيان خطوات جريئة في كيفية فهم التحديات، واتّخاذ إجراءات في ما يتعلّق بالفرص المتوفّرة".

ويرى ووكر أنه وفي القرن الـ21، سيعتمد نجاح الناس والأمم على المدى الذي يعزّزون فيه قدرات رأس المال البشري، والبلدان التي تنجح في هذا المجهود ستحصد النتائج والمكافآت، وسيكون الناس مصدر قوّتها وقيمتها. أمّا البلدان التي لن تبادر إلى ذلك، فسوف تضعف أو حتى أسوأ من ذلك، ستعاني من التبعات الاجتماعيّة والماليّة والأمنية. وذهب إلى أنه في العقد الماضي، سُجّلت إشارات بأنّ بعض البلدان بدأت تدرك تحديات القدرات البشريّة وقد بادرت إلى اتّخاذ إجراءات وإحداث تغييرات. وعدد البلدان التي تقوم بذلك على نحو جيّد هو قليل، إنّما يتزايد.

وأوضح ووكر أن الصين والهند تمضيان في الاتجاه الصحيح، على الرغم من وجود عقبات عديدة لتخطّيها. أمّا كوريا الجنوبيّة فهي برأي ووكر أفضل مثل يجسّد النمو الاقتصادي المستدام والتطوير السريع لرأس المال البشري. يبدو أنّها تشهد النجاح المبكر في بعض "صناعات المستقبل". مضيفاً "تظهر كوريا الجنوبيّة كبلد يجسّد رأس المال البشري، وليس الصناعة، ويسمح لها هذا التميّز بتركيز قدراتها البشريّة في أيّ اتجاه، بما أنّ الأسواق والتكنولوجيّات تتحوّل، وإنّ إحدى ميزات كوريا الجنوبيّة هي قدرتها الكبيرة على المساهمة في نمو القدرات البشريّة".