اليوم، سأكتب لكم عن "ظاهرة" تدعى (فرانكي)، أو إبراهيم الفريان. إن أردنا تعريفه باختصار، فهو أكثر شخص يمكن أن تراه بمناسبة أو دون مناسبة، وإن تحدثنا عنه بالحقيقة، فهو شخص لطيف ومسالم، خفيف ظل، صنع نفسه عن طريق الفلاشات والتقاط الصور مع المشاهير. "أبو صالح" تحول إلى نكتة على ألسن الكثيرين، وفي الحقيقة أن ما يقوم به أفضل من غيره بكثير، السبب هو أنه يصرح بعشقه للفلاشات، وفي المقابل، نتذكر كيف كان السعوديون يقفون خلف كاميرات التصوير التلفزيونية حاملين هواتفهم النقالة ولسان حالهم يقول "هاه.. شفتوني.. شوفوني.. أنا ورى المذيع"! الجميع يحب التقاط الصور مع المشاهير ويحرص عليها، وعذراً على التعميم، لنقل "بعض" منا يحب التقاط الصور، ومقابلة الجماهير، ومحاولة التباهي بذلك، وهذا ما يجعلني أقول إن إبراهيم الفريان ليس وحيداً فيما يفعل، فكثيرون نسخ متطابقة منه لكن لا يعرفهم أحد. الانتقاد أحياناً سهل، لكن لا أحد منا يرى نفسه. فقط نحاول أن ننتقد الآخرين، ونقول عنهم ما نشاء، وحين يأتي الحديث علينا وحولنا وقريب منا، فنصاب بالأذى ونتحسس من الحرف قبل الكلمة.

هذه الحقيقة المرة في واقعنا تجاه الأشياء، تعاملاً وقبولاً ونقداً. لماذا أكتب عن إبراهيم الفريان؟ لأنه قلب المعادلة، من عاشق للفلاشات وباحث عن المشاهير، إلى شخصية يحرص الشباب على التقاط الصور معها في حال لقائهم به. يقول ذات يوم بكل فخر "نعم، صنعت نفسي بنفسي، سواء عن طريق الفلاشات أو غيرها، أنا أفعل ما أريد وأقول ذلك علناً ولا أتصنع". "فلاشينو"، "فرانكي"، وعدد آخر من الألقاب التي تم إطلاقها عليه، وأصبح موضع نكتة، لكنه متقبل لكل ذلك بصدر رحب، ويناقش الآخرين ويلتقط الصور معهم. يقول "فرانكي" أن لديه أكثر من مليون صورة! كل شيء جائز مع أكثر شخص عرف جميع أنواع الكاميرات. إبراهيم الفريان ليس وحيداً، صفحات السعوديين، وحتى لا يغضب البعض من التعميم، أقول (بعض) السعوديين في الفيس بوك مليئة بمئات الصور، حتى إن كثيراً منهم يلتقط صورة لنفسه وهو يرتدي نظارة شمسية، المرآة التي يرى نفسه فيها هي مرآة دورات المياه ـ أعزكم الله ـ هذه الحالة طبعاً لم يصل إليها "فلاشينو" بعد، وهذا يعني أنه ما زال يسير في الطريق الصحيح. نعم، إبراهيم الفريان ليس وحيداً فيما يفعل، الغالبية تتمنى التقاط الصور مع المشاهير، بل تبحث عنهم، وهذا ما يعلنه "فرانكي" دائماً.