تتسمر أعين العالم اليوم لمتابعة افتتاح مونديال 2010 بجنوب أفريقيا، ويقف العالم مترقباً ما ستفعله الدولة التي استطاعت بعد أن قضت على التميز العنصري بعد أن سالت شلالات من الدماء, للقضاء على نظام بريتوريا الذي عامل السود والملونين بعنصرية.
وربما لأول مرة تستقطب جنوب أفريقيا جميع الاهتمامات السياسية والاقتصادية والدينية والرياضية في وقت واحد, إذ إن البطولة ستكون محط أنظار أصحاب تلك الاهتمامات، فرجال السياسة سينظرون ماذا فعل سقوط نظام بريتوريا, ورجال الاقتصاد سيرون نجاعة الاستثمار وتفعيل الجوانب السياحية عطفاً على حالات الأمن وندرة تسجيل الحالات الجنائية أثناء المونديال, كما سيترقبون الأرباح المالية التي ستجنيها جنوب أفريقيا من خلال تنظيمها لهذا المحفل العالمي, أما بقية الطوائف الدينية البعيدة عن التطرف والإرهاب فإنها ستلهث بالدعاء إلى أن يحمي المونديال وأهل جنوب أفريقيا من التطرف والعنف والإرهاب بعد أن هددت منتخبات كروية مثل المنتخب الإنجليزي والهولندي, فيما سيكون لأهل الاختصاص الرياضي متابعة جديد علم كرة القدم من خطط تطويرية, وسيكون للسماسرة رصد لأبرز اللاعبين ومراقبة صعود أسهمهم الكروية في بورصة الانتقالات بعد نهاية المونديال.
أما نحن العرب وتحديداً السعوديون فلنا جانب آخر من الاهتمامات، خلاف الاهتمام بمتابعة المنتخب الجزائري الممثل العربي الوحيد في مونديال 2010، حيث سينصرف اهتمامنا إلى متابعة قضية التشفير وحرب السوق السوداء مع تقارب عقارب بدء انطلاقة المونديال, بعد أن قفز نظام التشفير في البطولة الحالية إلى تحقيق أرباح 3 مليارات دولار, بزياة أكثر من الضعف عن أرباح مونديال ألمانيا 2006 التي وصلت إلى 1.2 مليار دولار.
ومع انشغالنا بتلك الحرب التي صنعتها جيوبنا, ظهر انشغال آخر من نسوتنا بتصميم عباءات نسائية تتراقص على لغة الشارع العالمي اليوم بإيجاد تصاميم تحمل شعارات وألوان المنتخبات المشاركة بطريقة تتلاءم مع ميول النساء, وكأن كأس العالم لم توجد إلا لخلق مثل هذه التقليعات التي سبق إليها الرجال بشكل مزر!! وبما أن مونديال 2010 يقترب ويدخل ضمن أيام الامتحانات الدراسية والجامعية فإنه مدعاة إلى أن نخلق لأنفسنا وبمساعدة الآخرين ثقافة فن إدارة الوقت حتى نتمكن من الجمع بين تحقيق المستقبل وعيش المتعة والحال ينطبق على حياتنا المعيشية.