كشفت فتاة هولندية حديثة العهد بالإسلام، أن ما أثير من اتهامات مباشرة وغير مباشرة ضد الإسلام ووصمه بالإرهاب إبان أحداث سبتمبر، كان هو الباعث والمحرك الأساس لاهتمامها بهذا الدين، ومن ثم اعتناقه عن قناعة بعد أن اتضح لها أنها اتهامات باطلة ومجرد أكاذيب لتشويه هذا الدين.

وقالت بولينا فتلا (23 عاماً) أمام حشد من ساسة مدينة لايدن وكبار رجال الشرطة الهولنديين في احتفالية تواصل ثقافي أقامها المسجد المغربي "الهجرة" الثلاثاء الماضي، والتي دعا إليها مسؤولي مجلس المدينة وقيادات الأمن ومواطنين هولنديين، قالت فتلا عبر مكبر للصوت: إن عمرها كان 14 عاما عندما وقعت أحداث سبتمبر الإرهابية وصعد اسم الإسلام في الواجهة كصورة سلبية من خلال وسائل الإعلام، حيث أسهم الإعلام الغربي في صنع صورة ضبابية سلبية أمامها عن الإسلام، شأنها في ذلك شأن آلاف الغربيين الذين يقود الإعلام تشكيل آرائهم وتوجهاتهم تجاه الآخرين رغما عنهم.

لكنها على الرغم من ذلك - وفقا لها - رغبت في التعرف أكثر على الإسلام، ولجأت إلى شبكة المعلومات العنكبوتية (الإنترنت) للاطلاع على الإسلام بكافة أوجهه، إلا أنها فوجئت أيضاً بكم من الاتهامات يثار حول الإسلام من ساسة غربيين بشكل عام، من بينهم هولنديون، وقالت إنها على الرغم من ذلك واصلت البحث، وساقها ذلك للوصول إلى آراء وأبحاث محايدة عن الإسلام، ومن خلال الإنترنت تعرفت على فتاة مغربية مسلمة مقيمة بهولندا، كانت طريقها للإسلام الحقيقي والتعرف عليه عن قرب بصورة واقعية، فأرشدتها الصديقة المغربية إلى الشيخ الداعية محمود المصري حيث تواصلت معه أيضاً عبر الإنترنت، مشيرة إلى أن الشيخ نجح في إزالة اللبس والغموض لديها حول الإسلام، وتبصيرها بتعاليمه السمحة الحقيقية. ثم التـقت مـع الصـديقة المغربية التي رافقتـها لزيارة أسر مسلمة لرؤية الإسلام على أرض الواقع، لتزداد قناعتـها بهـذا الديـن القـيم.

وتضيف فتلا التي اعتنقت الإسلام منذ عام ونصف، وارتدت الحجاب، على الرغم من نشأتها في أسرة مسيحية ملتزمة، أنها ترغب في العمل من أجل نشر التعاليم الصحيحة للإسلام، وتعريف الآخرين به بعيداً عن المغالطات والاتهامات السلبية، مؤكدة أن جمعها بين الثقافتين، سيساعدها في لعب دور مؤثر في تحقيق التواصل والتعايش بين المسلمين والهولنديين بشكل عام.

فتلا تدرس حالياً علوم الرياضيات بجامعة لايدن، وشاركت مؤخراً في العديد من المنتديات الإسلامية لتوضيح صورة الإسلام وتبرئة ساحته من تهم العنف والإرهاب والتطرف، بل تسهم الآن في العمل على بناء مركز إسلامي في مدينة لايدن.

من جانبه، أكد إمام مسجد الهجرة الشيخ محمد العاقل، خلال الاحتفالية، أن الدين الإسلامي يحث على التعامل بصورة إنسانية وأخلاقية حتى مع غير المسلمين مع الإحسان لهم، وذلك استناداً إلى قوله سبحانه وتعالى "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم"، مشدداً على أن هذا الإحسان من شأنه التقريب بين المسلمين وغير المسلمين، والتعاون لتحقيق كل ما فيه صالح المجتمع.