من نعم الله على المسلمين أن اختص حكومة هذا البلد برعاية الحرمين الشريفين والاهتمام والعناية بهما..

منذ عهد الملك الموحد ـ رحمه الله ـ كانت المشاعر المقدسة هدفا استراتيجيا أنفقت عليه المملكة عشرات المليارات..

ولم يكن الأمر متعلقا بالبناء والتوسعة فقط.. بل إن قيادة هذا البلد بحكمتها نأت بالحرمين الشريفين عن السياسة.. فبقيت قبلةً للعالم.. ومهوى أفئدة مئات الملايين من المسلمين.. من مختلف الألوان والأجناس والمذاهب والطوائف.

الذي زار الحرم المكي مطلع العشر الأواخر.. حتما سيكون قد خرج مذهولا من قدرة الحكومة العجيبة على خدمة ملايين البشر.. حشود هائلة تجتمع في بقعة محددة.. منطقة مركزية واحدة.. وحينما يفرغون من عباداتهم لا أقول يخرجون.. بل يذوبون فجأة، بانسيابية مذهلة، كأن لم يكونوا هنا قبل دقائق!

البارحة الأولى نقلت لنا الكاميرا كيف كان خادم الحرمين الشريفين يدشن مرحلة أخرى من توسعة الحرمين بعد أيام من توسعة ضخمة أخرى.. التوسعة تتعلق بتوسعة المطاف لتتضاعف قدرته الاستيعابية خلال الساعة.. كان مقاول المشروع يتحدث عن ست سنوات.. هي مدة التنفيذ.. كان امتعاض الملك يحفظه الله واضحا من طول المدة.. وحينما كشف معالي الوزير الدكتور خالد العنقري أن المقاول ضاعف مدة التنفيذ من ثلاث سنوات إلى ست سنوات، قال الملك يحفظه الله بعفويته المحببة للقلوب: "نجيب غيره.. الشركات واجدة"!

كان حريصا ـ أطال الله عمره ـ على إنجاز المشروع في زمن قياسي.. قلت: لكم من نعم الله على المسلمين أن اختص حكومة لهذا البلد برعاية الحرمين الشريفين والاهتمام والعناية بهما.

الخلاصة: نختلف حول أشياء عدة لكننا نتفق على جهود المملكة العربية السعودية في رعاية الحرمين الشريفين.. هذه الجهود لا ينكرها إلا من كان في قلبه مرض.. أو كان ذا توجهات مشبوهة.. أو ولاءات خارجية..

• عيدكم مبارك وكل عام وأنتم بخير.