"إذا لم تتعلم من السابقين فيقيناً لابد أن تكون من اللاحقين" كان لك أن تعيش أكثر من 84 عيداً سعيداً، دون أن ينغص عليك البسطاء تلك الأعياد، وتوالت الأجيال على هامش أعيادك السعيدة حتى جاء جيلٌ لا يذكر بدايتك، ولا يعرف مصدر عزتك، فقال جيل تويتر والفيس بوك: "لا ضير أن تعيش أيها الأخ بعد ذلك عيداً تعيساً، لتشعر بما عاشه أبسط الناس وأحقرهم ـ بالنسبة إليك ـ طيلة أعيادك السعيدة الماضية"! كان بإمكانك أن تريح وترتاح، لكنك اخترت أن تسخر من "الجرذان" وممن طلب منهم أن تريحهم من "كآبة منظرك" و"سوء عملك"، ووصفتهم بأقذر الألفاظ ووعدت بأن تسحقهم، وكأنك لا تعرف مغير الأحوال ولا تدرك قدرة ملك الملوك الذي يقول للشيء "كن فيكون"! شباب الأمة "دعوا الله مخلصين له" أن يخلصهم من "الظلم والظالمين" وعملوا لذلك مجاهدين بأنفسهم ولا يملكون سواها.. فاستجاب لهم الله وأسقطك وأزال عنهم ظلمك وبطشك ليجعل فرحة الليبيين بالعيد فرحتين. وبذلك فرح السوريون أكثر من الليبيين.. تفاؤلاً بمستقبلٍ يجعل العيد القادم عيدين، وقبلهم فرح المصريون أكثر من التونسيين. وعامة المسلمين كانوا الأسعد بنتائج الثورات العربية والربيع العربي الذي حل في دارهم.. عيدٌ سعيد للكادحين والفقراء قبل التجار والأغنياء، لأن هؤلاء كل أيامهم أعياد.. وكل عامٍ والبسطاء قبل غيرهم بخير.