أكد رئيس مركز الفيصل للأبحاث والدراسات الاستراتيجية الأمير تركي الفيصل أن شعب وحكومة المملكة ساندا جهاد الشعب الأفغاني الشريف ضد الغزو السوفيتي، موضحاً أن المملكه تفرق بين الجهاد المشروع دفاعاً عن الوطن والعقيدة وبين الإرهاب الممقوت والإجرامي.

واستعرض الفيصل خلال كلمة ألقاها مساء أمس في مؤتمر جهود المملكة في خدمة القضايا الإسلامية بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، المبررات والمنطلقات التي حدت بالمملكة إلى مساندة الشعب الأفغاني منذ اللحظة الأولى للغزو السوفيتي.

وقال: إن أفغانستان كانت أول دولة تعلن اعترافها بالمملكة عند إعلان تأسيسها، حيث كانت آنذاك إحدى دولتين مسلمتين ومستقلتين، وربطت قيادة المملكة بالعاهل الأفغاني الراحل محمد ظاهر شاه علاقات قوية، مضيفاً: تواصل الدعم للشعب الأفغاني حتى خروج الاتحاد السوفيتي، ورعت المملكة محاولات المصالحة بين فصائل المجاهدين ولم تعلن وقف مساعداتها لفصائل المجاهدين إلا عندما دخلت فى صراعات واقتتال فيما بينها.

ولفت الأمير تركي إلى أن الفترة الأخيرة شهدت نقاشاً وجدالاً حول شرعية الجهاد الأفغاني وسلوك الإرهاب الذي يتذرع بالجهاد، قائلا "أقولها بملء فمي.. إن وصم الجهاد لما تقوم به فلول الإرهاب هو اتهام باطل ومجحف، فتحرير أفغانستان من الاحتلال السوفيتي هو عمل شريف لا تشوبه شائبة، أما الإرهاب فهو عمل إجرامي أسس له من خارج الجهاد، وهو من مخلفات فكر تكفيري غزا أفغانستان، واستغل سوء أوضاعها كي يزحف منها إلينا، ويناصب الدنيا العداوة والبغضاء".

وتابع "إن المجاهدين الأفغان طلبوا إبان الاحتلال السوفيتي من المملكة عدم تزويدهم بالرجال، لأن لديهم ما يكفي، وأبقوا على من تطوع للجهاد في باكستان، مراعين عدم تعرضهم للأذى، حتى لا تحرج دولهم في حال أسرهم أو قتلهم" وأضاف "إن ما أذكره حاليا، أن عدد من شارك من المتطوعين كان يسيرا جدا لا يتعدى العشرات، وذلك طوال مرحلة الجهاد حتى انسحاب السوفيت".

وأكد الأمير تركي الفيصل أن باكستان وأميركا أسهمتا في تحرير الأفغان، مرتكزين على ألا يكون هذا الدعم جليا، حتى لا تتعرض باكستان إلى هجوم من السوفيت.

من جانبه تناول وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة – السفير السابق لخادم الحرمين الشريفين بلبنان – جهود المملكة في دعم استقرار لبنان ملقياً الضوء على الجذور والأسباب الداخلية والمتغيرات العالمية والإقليمية للصراع في لبنان مروراً بالحرب الأهلية ثم الغزو الإسرائيلي للبنان ومحاولات الصلح وجهود المملكة مروراً باجتماع الطائف الذي تمخض عن اتفاق الطائف الذي رسم مستقبل لبنان ووضع الأساس الراسخ والمتين لاستقرار لبنان.