الجواب الأخير لمباراة المنتخب السعودي أمس أمام أستراليا، بان من عنوانها ومن الطريقة الغريبة التي بدأ بها المدرب الهولندي فرانك ريكارد المواجهة.

فالتشكيلة بدت على الملعب وعلى الورق مكونة من إحدى عشر لاعباً، لكنها في الحقيقة لم تكن كذلك، بل لعب الأخضر ناقص العدد والمهام بموافقة المدرب الذي دفع بحسن معاذ في غير مركزه في مباراة كبيرة كهذه؛ وهو ما جعل اللاعب تائهاً بين مهامه الهجومية والدفاعية في الملعب وبين ما يطلب المدرب تنفيذه؛ ما منح أستراليا الأفضلية وتحقيق الفوز بثلاثية.

ذبح الأخضر بسكين ميتة من قبل ريكارد، لم ينته عند تغيير ماكينة معاذ الأصلية بأخرى (تقليد) وإنما استمر بإقدام المدرب على تغيير شبه شامل وكامل في الشكل السابق الذي كانه عليه المنتخب في مباراته الأولى بالتصفيات أمام المنتخب العماني.

فمن المقبول والمعقول إجراء تعديل أو اثنين أو ثلاثة من مباراة لأخرى حسب ظروف الإصابات والإيقافات، لكن يبدو غريباً جداً أن يصل التغيير في التشكيل العام إلى إدخال ستة لاعبين دفعة واحدة، إضافة إلى تعديل داخلي دون أن تكون هناك مسببات واضحة لغياب من شاركوا في المباراة الماضية أمام عمان التي جرت قبل أربعة أيام فقط على مباراة أمس.

فريكارد سعى لمفاجأة الأستراليين بدخول عناصر جديدة خلال الشوطين، غابت عن مباراة الجولة الأولى تمثلت في راشد الرهيب ونواف العابد ومحمد السهلاوي وأحمد الفريدي، إضافة إلى بدء المواجهة بأحمد عطيف ونايف هزازي اللذين شاركا بديلين في مباراة عمان في فترة وجيزة لم تتجاوز 25 دقيقة فقط ، لكنه _أي ريكارد_ لم يكن يعلم أنه فاجأ السعوديين قبل الأستراليين بتشكيله الأكثر من غريب وتجريبه طريقة لعب لم يعتدها اللاعبون ؛ وأولهم حسن معاذ الذي دخل الملعب وخرج منه دون أن يدري ما قدمه في الشوط الأول قبل استبداله في الثاني.

طريقة ريكارد أدخلت القلق والخوف وسط لاعبي الأخضر وقللت من ثقتهم بأنفسهم قبل صافرة البداية، كما أنها شتتت أذهانهم ما بين التركيز في المباراة وما بين تنفيذ التعليمات الجديدة كلياً للمدرب، وهو ما أحدث ربكة وسطهم كان من الطبيعي أن تقودهم إلى خسارة مستحقة وأن ترمي بهم في مؤخرة ترتيب المجموعة، والدليل الكيفية التي ولجت بها الأهداف الثلاثة.

اقنعوا ريكارد بأن الوقت لا يسمح بالتجريب وأن طريقته تلك تسمح بإقلاع جميع الرحلات إلى مونديال البرازيل بدون الأخضر.