لم يكن عبدالله السدحان في حلقة واجه الصحافة مع داود الشريان وزميله ناصر القصبي والكاتب سعد الدوسري سوى شخص متشنج، وقد تحركت يداه كثيراً مقاطعاً أو معترضاً أو محتجاً، وهو لم يكن إلا مدافعاً عن نفسه وعن بقائه بجوار ناصر القصبي!

كان هناك فارق شاسع في الثقافة والطرح بين السدحان والقصبي.. كان ناصر القصبي يتحدث بروح وعقل الفنان الذي نجح وتورط في مشروع طاش الفني طيلة ما يقارب عقدين حتى أصبح الخروج منه ضرورة، كان يشكو ناصر من أزمة النص، وعدم وجود حوار يخرج فيه كل أدواته التمثيلية كفنان ويرى توقف طاش نهائياً لأنه أدى ما عليه فيه كفنان..

بالمقابل عبدالله السدحان لا يرى هناك أزمة للنص، يقول: عندنا كتابنا، يقصد فريق كتابة طاش، ويقول: طاش فيه تاريخي، ويردد بتذمر من رأي ناصر إن أجمل طاش قدمه هو الأخير مع ضعفه الشديد في الإنتاج والنصوص!

حتماً لقد سئم ناصر القصبي من تذكيره أن موهبته لا تقارن بموهبة السدحان، فالقصبي قد يعمل بجواره أي فنان، ولكن السدحان دون ناصر لن يجد لا الجمهور ولا الـmbc!

السدحان حتى في حواره عن دور الفن لم يعلم أن دور الفن الأول المتعة وليس إيجاد مضمون على الدوام يكون هدفه أصلاح المجتمع، فحين يسأل السدحان داود الشريان ما الفرق بين الصحافة والدراما؛ لا تملك وقتها غير التعجب وأحياناً الشفقة وهو يقول: أنا كاتب مقال على الشاشة!

اندماج الثنائيات وتفارقها بالفن أمر معتاد، ومادام يعرف ناصر القصبي أن موهبته الضخمة محشورة في مشروع تجاري فلا بد أن يتحرر من هذا المصير الخطير لموهبته!

الحقيقة أن ضحك ناصر القصبي على صراخ السدحان يقول من خلاله إنه يحب رفيقه ويحترمه، ويعيش صراعا مع شعوره أن ما يقدمه لا ينتمي له أبداً وهذا ما يتجلى على الشاشة ببساطة!

كم كان ناصر مقنعاً ومحاورا جيدا بعكس عبدالله الذي لم يفعل شيئا سوى إحراج الجميع بآرائه التي حاول الجميع ترقيعها حتى تنتهي الحلقة!

السدحان يرى أي نقد لطاش في تلك الحلقة اعتداء عليه، لأنه ببساطة تاريخه كما يقول!