تجاوبت لجنة رعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم في جدة "تراحم" لاستغاثة أم مكلومة وتدخلت لإنقاذ ابنها الفقير من السجن، حيث تكفلت بسداد التلفيات الناجمة عن حادث تصادم تسبب فيه، بعد إحالة القضية إلى المحكمة العامة في جدة، ضمن الدور الوقائي الذي تقوم به لمنع بعض المخطئين من الحصول على لقب سجين.

وبدأت القصة عندما تسبب الزحام في شوارع جدة في وقوع حادث تصادم داخل أحد الميادين العامة، وأدان تقرير المرور شاباً من أسرة متواضعة بعد أن تسبب في تلفيات بسيارة أخرى، ولم يتمكن الشاب من دفع المبلغ الذي قدرته إدارة المرور عليه (30075 ريالا)، الأمر الذي دفعها إلى إيداعه التوقيف.

وتدخلت "تراحم" في الوقت المناسب بعد إحالة قضية الشاب إلى المحكمة العامة بجدة، واستجابت لدموع واستغاثة والدته التي لجأت إلى مقر تراحم طالبة المساعدة، حيث قامت على وجه الاستعجال بدراسة وضع الأسرة المادي والاجتماعي ثم دفعت المبلغ أمام المحكمة لفك قيد الابن قبل أن يتم إيداعه السجن، انسجاماً مع الدور الإنساني الذي تقوم به لمنع البعض من دخول السجن، خصوصاً في القضايا التي لا يتعمد أصحابها ارتكابها وتخص أشخاصا بسطاء لا يستطيعون الوفاء بالتزاماتهم.

وشدد رئيس تراحم جدة الدكتور عبد الله بن محفوظ على أن الدور الوقائي للجنة لا يقل أهمية عن الأدوار الأخرى التي تقوم بها لرعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم. وقال "في الوقت الذي تتركز فيه أغلب برامجنا لتأهيل وتدريب السجناء وتوظيف أبنائهم فإننا نرى أن منع دخول أحد الأشخاص إلى السجن يعتبر عملاً كبيراً، إيماناً منا بأن وقف الضرر أفضل من وقوعه". ونوه بمساهمات رجال الأعمال لدعم برامج اللجنة، خصوصاً بعد توقيع 4 عقود شراكة استراتيجية، مع مجموعة نسما القابضة، وبغلف الظافر، ومحمد بن عبود العمودي، ومجموعة مرعي بن محفوظ.

من جانبها، نوهت رئيسة القسم النسائي في اللجنة جواهر النهاري بالجهود الكبيرة التي بذلت على مدار العام الماضي والتي توجت بإطلاق 12 سجينا من سجناء الحقوق بعد تكفل اللجنة بسداد المبالغ المالية المستحقة عليهم، وكذلك سداد إيجارات السكن عن 28 أسرة من أسر السجناء. كما تم توفير سلال غذائية والتعاون مع جمعيات خيرية لدعم عدد كبير من أسر السجناء بمواد عينية وإعانات مادية، إضافة إلى تقديم إعانات مادية مباشرة لأسر السجناء، وتأهيل 830 نزيلة عبر إخضاعهن لدورات متخصصة ومحاضرات مكثفة في علم النفس والمجتمع، والتكفل بإرسال 256 من أبناء وبنات السجناء إلى معاهد تدريبية في الحاسب الآلي واللغة الإنجليزية والخياطة والتطريز بهدف مساعدتهم على إيجاد فرصة عمل شريفة والرفع من مستواهم الاقتصادي والاجتماعي.