حسمت هيئة الرقابة والتحقيق جدل نظامية حضور الموظفين الحكوميين للمواعظ الدينية التي تقام أثناء وقت الدوام الرسمي،واعتبرت أن الإجراء يعد مخالفا ويطبق حياله تسجيل الموظف غائبا عن العمل.

وقال مدير فرع الهيئة بمنطقة عسير سعيد بن قليل إنه يجب على الموظف نظاما أن يصرف وقته في العمل وتأديته في الساعات المحددة له،مستندا إلى فتوى للشيخ محمد بن عثيمين بعدم جواز أداء صلاة الضحى داخل الإدارات الحكومية، مضيفا "العمل واجب وصلاة الضحى نافلة، وقياسا على ذلك فسماع الموعظة نافلة، والواجب تأدية الموظف لعمله"، لافتا إلى أن إدارته لا تتابع مثل هذه الحالات في القطاعات العسكرية لعدم الاختصاص وفقا للمادة 48 من نظام تأديب الموظفين.

وكانت موعظة دينية نفذها واعظ داخل مسجد إدارة مرور عسير أول من أمس قد أثارت مواطنا نظير تزامنها مع وقت الدوام الرسمي، ودفعته لمقاطعة الواعظ ومطالبته بضرورة إيقافها، باعتبار أن وقت العمل الحكومي ملك للمواطنين والمراجعين، إلا أن الواعظ اتهم المواطن بانتهاك حرمة المسجد، مهددا بتحرير محضر ضده، وسط تدخل من المراجعين.

من جانبه، شدد مدير عام فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالمنطقة الدكتور عبدالله الحميد على أن الوعظ بالإدارات الحكومية طريقة رسمية ونظامية، على أن يكون ذلك في حدود خمس دقائق.




في الوقت الذي أكدت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد على لسان مدير فرعها في منطقة عسير الدكتور عبدالله الحميد على أن الوعظ والإرشاد بالإدارات الحكومية طريقة رسمية ونظامية، شريطة أن يكون ذلك في حدود خمس دقائق, هددت هيئة الرقابة والتحقيق بتسجيل الموظفين المستمعين لها وقت الدوام الرسمي بالغياب.

وقال مدير فرع هيئة الرقابة والتحقيق بمنطقة عسير سعيد بن يوسف قليل لـ "الوطن" أمس, إنه يجب على الموظف من الناحية النظامية أن يصرف وقته في العمل وتأديته في الساعات المحددة له, مستندا على فتوى للشيخ محمد بن عثيمين ـ رحمه الله ـ بعدم جواز أداء الموظفين لصلاة الضحى داخل الإدارات الحكومية, لافتا إلى أن العمل واجب وصلاة الضحى نافلة، وقياسا على ذلك فسماع الموعظة نافلة، والواجب تأدية الموظف لعمله.

وأضاف ابن قليل "نحن لا نتابع مثل هذه الحالات في القطاعات العسكرية, نظرا لعدم الاختصاص وفقا للمادة 48 من نظام تأديب الموظفين، ولو حدث مثل هذا في جهة حكومية أخرى، ودخلت الإدارة ولم أجد الموظف وقيل بأنه في المسجد يستمع لموعظة لاعتبرته غائبا أو غير موجود في عمله، وهذا ليس اعتراضا على قيام رجال الهيئة أو الحسبة بعملهم، ولكن أن يتم اختيار العمل المناسب والوقت المختصر".

وكان مواطن في مدينة أبها قد اتهم واعظا "تحتفظ الوطن باسميهما" بتعطيل مصالح المراجعين لإدارة مرور المدينة يوم أول من أمس, بعد أن ألقى الأخير موعظة توعوية لرجال الأمن داخل مسجد الإدارة بعد صلاة الظهر, وفيما أثارت "موعظة الظهر" جدلا حول شرعية الخطب الدينية أثناء الدوام الرسمي بالإدارات الحكومية، واصل المواطن انتقاداته للواعظ، مؤكدا أن وقت العمل الحكومي ملك للمواطنين والمراجعين, فيما رد الواعظ بأن لديه إذنا من الجهات المختصة، وأن المدة المحددة للخطبة لا تتجاوز من 10 إلى 15 دقيقة، متهما المواطن بانتهاك حرمة المسجد، وأنه سيحرر محضرا ضده, فيما تدخل عدد من المراجعين لتهدئة موقف الطرفين.

وزاد الواعظ: "هناك تعليمات تسمح للدعاة الرسميين بإلقاء محاضرات وكلمات وعظية في بعض الدوائر الحكومية لا تتجاوز من 10 إلى 15 دقيقة، بهدف التذكير بالأمانة وتوعية الناس بآثار الرشوة عليهم في الدنيا والآخرة وتنمية مشاعر الولاء والحب للوطن"، موضحا أن الوقت الذي استغرقه المواطن في الجدل معه تجاوز الزمن المحدد للموعظة.

من جانبه، أوضح مدير مرور منطقة عسير العميد حنش الشهري أن الواعظ وظيفته الإرشاد، وهو من المكلفين بعدة مواقع من ضمنها المرور, وفقا لتوجه لدى الإدارة بأن يكون هناك بين كل فترة وأخرى توجيه ووعظ لا يتجاوز عشر دقائق، مبينا أن المواطن قاطع الواعظ وهو يلقي موعظته على مكبر الصوت والناس جالسون في المسجد، وقال إن الأمر يعود لإدارة المرور حيال اتخاذ ما تراه مناسبا.