الإنسانُ هو خليفة الله في الأرض (إني جاعلٌ في الأرض خليفة) والموارد البشريَّةُ هي المعنيَّة بالعمارة, وهي هدف التنمية والتعليم, وهي المقصودة بالبرامج وبالبنية التحتيَّة وبالتطوير, والنجاحُ الحقيقيُّ لأي أمَّة هو نجاحها في استثمار ثروتها البشريَّة. وعندما وحَّد الملك عبد العزيز (رحمه الله) هذه البلاد، كان مُنجَزه الأهمُّ هو المؤاخاةُ والمساواة بين بواديها وحواضرها, بعد أن كانت الفُرقة (رابطًا) والعداء (سائدًا). وبفضل من الله ثم بفضل شجاعته وحكمته وُفِّق في الاستثمار الأمثل للموارد البشريَّة، لأنَّ النِّظام الاجتماعيَّ آنذاك كان يُقدِّم (مبدأ الجدارة والقادة الفرسان) الذين (يغشون الوغى ويعفِّون عند المغانم). وإدارة الموارد البشريَّة مُثلَّثٌ متساوي الأضلاع، قاعدته الاختيار الأفضل، وضلعاه: التأهيلُ الأمثلُ، وجعل المناسِب للمناسِب.

وفي الوقت الذي تُثبِت لنا النمور الآسيوية أنَّ (الموارد البشريَّة) أهمُّ من (الموارد الطبيعيَّة)، وأنَّها هي الباقية والأخرى هي الناضبة؛ ولأنَّنا من أغنى دول العالم في (الموارد الناضبة), فإنَّ ما تحتاج إليه مواردنا الباقية, من وجهة نظري هو إيجاد (خطة وطنية لاستثمار الموارد البشرية), تبدأ أول أولوياتها بالعمل على إحلال الشباب المؤهلين القادمين من برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي ومن خريجي الجامعات, واختيار قياداتنا الإداريَّة (المستقبلية) من بينهم (وفق مبدأ الجدارة وأخلاق الفُرسان) لكي ننمي الإنسان كمورد ونستثمره كثروة، ولكي نحقق رسالة أمَّتنا السامية وتطلُّعات قائدنا الفارس.

تتويت:

ليس كلُّ خيَّالٍ فارسًا، وليس كلُّ مديرٍ قائدًا، وعندما يغيب مبدأ الجدارة وأخلاق الفرسان عن مثلث الموارد البشرية، يتقدَّم شِرارُ القوم ليكونوا سببًا في التأخُّر والهزائم التنموية.