في السعودية اليوم من حق المواطن أن يبني ما يشاء من مساجد وجوامع.. لكن ليس من حقه التصرف بأي أمور أو اجتهادات أخرى.. أبرزها الناحية المعمارية المتعلقة بشكل وطراز وتصميم المسجد الخارجي والداخلي.. هذه الأمور لابد أن تخضع لاشتراطات الوزارة المعنية.
وبالتالي لم تعد للمساجد هوية تميزها عن غيرها من مبان.. بل إنها تبدو الأقل جمالا ومهابة من بين المباني المجاورة، التي يتعب أصحابها كثيرا على جماليات التصاميم والبناء والأسوار والأبواب وغيرها!
افتقدت المساجد هويتها.. اختفت المئذنة.. أيضا القبة هي الأخرى اختفت.. حتى الأشجار والمزروعات لا تجدها في أي مسجد.. أسوار رديئة.. على العكس من المباني الأخرى التي تحيط بها أسوار فخمة وتحاصرها الأشجار الجميلة والورود من كل مكان!
والمضحك المبكي أنك لا تستطيع على الطرق العامة تمييز المساجد سوى بـ"لمبة النيون الخضراء" على أعلى المنارة الإسمنتية المستطيلة.. ولا أعلم الخلفية التاريخية لهذه اللمبات الخضراء!
وفي داخل المسجد، جدران صامتة لا توحي بأنك وسط مكان عبادة له روحانيته.. خلت المساجد والجوامع من أي روح أو ملمح يليق بها وبقداستها ومكانتها.
حتى "حوش" المسجد أصبح في حالة لا تليق ببيوت الله ـ أشار لذلك الأخ الزميل عيسى الحليان ـ في سياق مماثل قبل فترة.
الخلاصة: المساجد لها أهميتها وروحانيتها وقداستها لدى المسلمين.. بينما وضعها وتصاميمها الحالية تفرغها من ذلك.. يفترض أن تعيد وزارة الشؤون الإسلامية صياغة اشتراطاتها ومعاييرها.
عاملوا بيوت الله واهتموا بها، كما تهتمون ببيوتكم.. المساجد ليست غرفة واسعة ملحقا بها دورة مياه. المساجد على مر العصور كانت مؤشرا ودليلاً على جمال العمارة الإسلامية. ولنا في الحرمين الشريفين اللذين يتميزان بتصاميمهما الفريدة، أفضل مثال.