في كل عام يشهد المسرح الروماني بمحافظة الجبيل 5 مناسبات عامة على الأقل، وما بين كل مناسبة ومناسبة هناك فعاليات اجتماعية وتوعوية وتثقيفية يعيشها سكان المحافظة الذين يشكّل لهم المسرح نافذة على حضارات العالم ليحتضن أنشطة المجتمع السعودي في مزاوجة بين ما هو محلي وما هو عالمي.
ويعتبر المسرح الروماني بالجبيل الصناعية أحد أهم المرافق الحيوية لدعم الأنشطة الثقافية التي تنفذ ضمن خطط التنمية المستدامة للمجتمع، وتصنف عروض المسرح الروماني أدبيا ضمن مفاهيم المسرح التنموي الذي يستهدف توظيف الأشكال الثقافية والإبداعية الشعبية لتوصيل مفاهيم تنموية معينة للمجتمع كنشر ثقافة الحوار، وتأصيل ثقافة الحقوق والواجبات، والتثقيف الصحي، والتنمية الأسرية، وتعزيز مفاهيم الفرح، فالدراما والعروض المختلفة على المسرح التنموي تحتاج لمقدرة فكرية عالية، ومعرفة دقيقة لقيم الشعوب، والمجموعات البشرية المستهدفة ببرامج التنمية.
ونجحت الهيئة الملكية بالجبيل في توظيف المسرح الروماني بالمدينة لرفع مستوى الوعي الاجتماعي، والمشاركة الأسرية في الفعاليات المختلفة، والاحتفالات العامة بالمدينة، ما حقق انسجاما بين فئات المجتمع وشرائحه المختلفة بصورة عززت التناغم ضمن نسيج متعدد اللغات، والجنسيات، الأمر الذي أسهم في تجاوز المجتمع لعقدة الفصل بين الجنسين في حضور المناسبات بفضل هذا المسرح الذي يعد مقرا دائما لجميع المناسبات العامة بالمدينة على مدار العام.
مسرح مكشوف
والمسرح المكشوف مبني من الخرسانة على شكل نصف دائرة، يتكون من 12 صفا تمثل مدرجاته، وتتسع لنحو 600 شخص، وتشغل ساحة العرض فيه أكثر من 500 متر مربع تقريبا، ويزينه 15 عمودا من الخرسانة تقف في أعلى مدرجات المسرح بارتفاع 10 أمتار، وتترابط فيما بينها بأقواس على الطراز الإسلامي تشكل نصف دائرة بمتنزه الواجهة البحرية بالفناتير. ويتميز بأنه المسرح الروماني الوحيد في المملكة.
وقال المهندس بالهيئة الملكية في الجبيل ضياء زيدان لـ"الوطن": إن الهيئة راعت أسس التخطيط التنموي للمدينة والجوانب الثقافية للمجتمع، وعززتها من خلال منظومة من المرافق العامة، ومنها المسرح الروماني الذي يستهدف رفع مستوى الوعي الاجتماعي بصورة رئيسة.
وأضاف: أن إطلالة المسرح على البحر ساهمت في استثماره كمرفق ثقافي، وأن الهيئة الملكية استفادت منه في كافة المناسبات العامة، والمناشط الثقافية خلال الأعياد، والعطلات الصيفية والمهرجانات السياحية، حيث تؤدى عليه بعض العروض الرياضية، والمسابقات الثقافية للأطفال والكبار، كما أن بعض المؤسسات والشركات بالمدينة تنظم أنشطتها على ساحته حتى بات رمزا ثقافيا وسياحيا في المدينة.
مطلوب مسارح
من جانبه يرى أستاذ علم التنمية الاجتماعية بجامعة الملك سعود بالرياض الدكتور صالح الرميح، أنه يجب على جميع البلديات والأمانات بالمناطق اعتماد إنشاء مسارح رومانية في كافة المحافظات والمدن لتحقيق المزيد من الوعي، والانفتاح ومشاركة المجتمع بالأنشطة التفاعلية في مثل هذه المرافق في الاحتفالات العامة مثل الأعياد والمناشط الترفيهية والسياحية، مما يسهل الوصول إلى شبه إجماع على قبول المجتمع للمسرح كفن، ومقر للوعي والثقافة والترفيه فينشأ العديد من الفرق التي تدير وتنفذ الأنشطة الثقافية والترفيهية على تلك المسارح موجهة للأسرة بكل أفرادها الأب والأم والأبناء من بنين وبنات بعيدا عن الفصل بين الجنسين في إطار القيم الشرعية والاجتماعية.