الشعر حمحمة الوجدان الراعف، وحداء الأغاريد الشجية، والعبق الكامن في أوراق الورد، وهبوب الريح الراكضة فوق هجعة الحقول، ورفيف الأرض حين تغفو كالحلم المترف، ولكن شراسة الأعداء، وقهر المحتل، واقتراف المجازر، وانتهاك كل ما هو إنساني، وممارسة الرعب والإرهاب حول الشعرية العربية الرهيفة والعذبة الرافلة في شعريتها العاطفية والوجدانية، لتنطلق من الذات المكلومة، وتتحول إلى صرخات مدوية ضد الحيف، والانسحاق والعتو. فانطلقت القصيدة تستفز غافيات المشاعر، وتكوي ساكن العواطف، في التفاتات وطرائق تعبيرية حارة، وانفعالات ملتهبة ودفينة، فتحولت التجربة إلى انتفاضة مشتعلة تحرك عروق الحجارة، وتباريح الطين، فكانت منعطفاً هاماً في تاريخية الشعر العربي، مما جعل العدو يضع هذه القصيدة ذات الغليان الوجداني، وذات الأنياب في قائمة الإرهاب، لماذا؟ لأن أحدهم يقول: متهمون نحن بالإرهاب إذا رمينا وردة للقدس الخليل أو لغزة والناصرة، إذا حملنا الخبز والماء إلى طروادة المحاصرة.
ويقول شاعر إرهابي آخر: أنا لا أكره الناس ولا أسطو على أحد، ولكني إذا ما جعت آكل لحم مغتصبي حذار حذار من جوعي ومن غضبي. ويقول آخر: هنا على صدوركم باقون كالجدار وفي حلوقكم كقطعة الزجاج، وفي عيونكم زوبعة من نار.
حقاً إنها مختزنات ومواجع تتسربل بالإرهاب المحمود.