الكل يهرم مع الوقت إلا الوطن، يزداد قوة مع الأيام، قال لي أحد الوجهاء من دولة مجاورة يوما ما: هناك فرق بين "وطنكم" يقصد المملكة العربية السعودية وبين بعض البلدان من حيث التلاحم والترابط بين القيادة والشعب، والذي لا مثيل له في بلدان العالم.

كنت ساعتها، عندما قيلت لي هذه المقولة على يقين بأن صور التلاحم بين القيادة والشعب لا غرابة فيها، إلا أنه بقي التشبيه عالقاً في ذهني ولم يزل ولم أحب أن أخوض أو أتوسع في مقصده حتى جاءت الأيام حُبلى بتوضيحات لم يقلها هو ساعتها.

موطني حباه الله بقيادة حكيمة في ظل رعاية وعناية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يسانده سمو ولي العهد وسمو النائب الثاني، قيادة تفرح لفرح المواطن وتحزن لحزنه، شغلها الشاغل كيف تحقق له الرفاهية ورغد العيش، حملت الأمانة فكانت أهلا لها، أحبت شعبها فبادلها الإخلاص والحب والولاء. والمملكة وهي تحتفل قيادة وشعبا بيوم الوطن تستعيد في هذا اليوم المجيد تاريخها وعزتها ووحدتها، فهذا احتفال بالنصر على حالات التشتت التي كانت تعيشها المساحات التي تحتوي هذا الوطن الشاسع عندما قاد الملك عبدالعزيز وقتها لأهم منجز توحيد شعب سيظل التاريخ يذكره على مر العصور. ويكفي هذا البلد فخراً أن تجد الأمواج تتلاطم في محيط دول محادة وغير محادة والوطن يفخر بلحمته ويشهد قفزات لا أستطيع أن أقول عنها إلا إنها أشبه بالخيال.

ومنطقة نجران التي احتفلت مع أميرها مشعل بن عبدالله مساء أمس باليوم الوطني تجسد في كل عام أروع صور الولاء والوفاء لهذه القيادة الرشيدة، أسلوب أهالي نجران في التعبير عن إخلاصهم للوطن نموذج مثالي لمنطقة يشهد لها التاريخ بصفحتها الناصعة البياض مع حكام هذه البلاد منذ عهد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه وحتى هذا العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين.