أعلنت وزارة الداخلية أمس قائمة جديدة تضم 47 مطلوبا أمنيا سعوديا بتهمة الارتباط بتنظيم القاعدة موجودين خارج المملكة.

ووصف المتحدث الأمني بوزارة الداخلية اللواء منصور التركي المطلوبين بـ"الخطرين جدا"، لافتا إلى أن من بينهم قياديين في تنظيم القاعدة.

وعلمت "الوطن" أن المطلوب أنس النشوان كان يلقي محاضرات في مخيم دعوي تابع للمكتب التعاوني للدعوة والإرشاد بحي النسيم في الرياض قبل نوفمبر 2009، وبثت عبر موقع"يوتيوب" على الإنترنت. ويعد المطلوب تركي الشهراني أحد القياديين في تنظيم القاعدة في اليمن ويلقب بـ "البتار" فيما كان فيصل المريخان "17 عاما" يعمل مؤذنا بالقيصومة، وعمل المطلوب عادل الوهبي بمديرية الشؤون الصحية بحفر الباطن قبل أن يختفي منذ جمادى الأولى العام الماضي.

وتوجه المطلوب ياسر الحربي "عاطل" إلى أفغانستان منذ 6 أشهر، فيما اختفى خالد الجبيلي قبل 4 سنوات بعد حصوله على الثانوية العامة وتحايل على والدته للحصول على جواز سفر بحجة تعلم السباحة بدولة خليجية قبل أن يتوجه إلى أفغانستان.

وتأثر معجب القحطاني بجماعات "النصح والإرشاد الديني" المجهولة التي تطوف بعض القرى قبل اختفائه، فيما هجر عبدالرحمن الدبيسي عمله وغاب عن أسرته فخلعته زوجته. وخصص بيان الداخلية مكافآت مالية تتراوح بين مليون إلى 7 ملايين ريال لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقال المطلوبين.

وتعد قائمة الـ 47 هي الخامسة من نوعها منذ تفجر أعمال الإرهاب بالمملكة في مايو 2003، بمجموع 207 مطلوبين.




وصف المتحدث الأمني بوزارة الداخلية اللواء منصور التركي الأشخاص الذين جاءت أسماؤهم على قائمة المطلوبين "الخامسة" التي أعلنتها الوزارة أمس بـ"الخطرين جدا"، لافتا إلى أن من بينهم قياديين في تنظيم القاعدة، وأنهم جميعا سعوديو الجنسية وثبت أنهم جميعا خارج المملكة.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده اللواء التركي عصر أمس في نادي ضباط قوى الأمن بالرياض عقب بيان وزارة الداخلية. ولفت التركي إلى أن الهدف من بيان وزارة الداخلية هو التأكيد على أن الجهات الأمنية ستواصل متابعة المطلوبين وأماكن تواجدهم. وقال "من استمر في غيه، ولم يتجاوب سنواصل متابعته حتى يقبض عليه"، مبيناً أنه تم تزويد الشرطة الدولية بالقائمة الأربعاء الماضي.


طريقة الخروج

وأوضح التركي أن أعمار المطلوبين تراوحت ما بين 18 و40 عاماً، لافتا إلى أن 13 منهم تسللوا إلى الخارج في حين غادر 30 منهم بطريقة غير نظامية. أما الأربعة الباقون فقد غادروا المملكة بطريقة مشروعة حيث لم يكن هناك ما يمنعهم من السفر، مشيراً إلى أن هناك من يستخدم جواز شقيق له يكون شبيها له في الصورة، وهناك من سافر بجواز سفر مزور. وأكد أن من بينهم أشخاصا ثبت تعاطيهم للمخدرات، وأضيفت كتهم لتلك الموجهة إليهم. وبين أن 16 منهم في اليمن و27 بين باكستان وأفغانستان و4 في العراق. وأكد التركي عدم التشكيك أو التقليل من جهود تلك الدول ولكن بعضها لا يتوفر لديها مستند قانوني لملاحقتهم. وقال: نحن بدورنا نمرر تلك المعلومات لها عن طريق الإنتربول، مبينا أن مثل هذه المعلومات مهمة للغاية.


مبادرة

وحذر التركي من التعامل مع المطلوبين داعيا إلى المبادرة بالإبلاغ عن أي منهم عند توفر معلومات عنه، مشيراً إلى أن المكافآت التي رصدتها الوزارة للمبلغين عن المطلوبين ما زالت قائمة. وأكد حرص الوزارة على القيام بدورها بأكمل وجه والقبض على من يسعى إلى ارتكاب أي جريمة أو التحريض على ذلك. وفي رده على سؤال عن أخطر المطلوبين على القائمة، قال: كلهم خطرون ومطلوبون ولديهم القدرة على تنفيذ الأعمال الإرهابية ولا يمكن التقليل من خطر أحدهم. وحول مدى علاقة القائمة بالخلايا التي تم الإعلان عنها مؤخرا، أجاب التركي بأنه لا يمكن الجزم بوجود علاقة بينهم، لافتا إلى أن هناك مطلوبين على القائمة يسعون لتشكيل خلايا في الداخل وتجنيد سعوديين وتنفيذ أعمال إرهابية في أماكن تواجدهم في بعض الدول المضطربة، مستبعدا أن يكون بينهم شخص تمت مبايعته "كما في بعض القوائم المعلن عنها سابقا". وحول ورود صورة أحد المطلوبين رسماً تقريبياً، أكد أن من لا تتوافر له صورة فوتوجرافية يتم رسم صورة تقريبية لملامحه لتحديده.


تجنيد الصغار

وفيما يتعلق بتوجه القاعدة لتجنيد صغار السن، قال التركي: لو استطاعت الفئة الضالة تجنيد طفل لم يتجاوز الـ3 سنوات لفعلت، كاشفا عن أن استغلال الفئة الضالة لتجنيد صغار السن امتد إلى استغلال مغاسل الموتى لترهيبهم من الموت، داعيا الآباء إلى زيادة الحرص على أبنائهم. وأضاف أنه لا يمكن الجزم بأن تكون القائمة الخامسة المعلن عنها أمس الأخيرة. وقال: نتمنى ذلك والمملكة لم تتوقف عند حد التعامل والمواجهة الأمنية مع المتورطين بل حرصت على التعامل في كل الأبعاد. وبين أن هناك سعيا لتحقيق الأمن الفكري، ومن الصعب التأكيد على بلوغ مرحلة مطمئنة، مشيرا إلى أن المواطن والمقيم أصبحا على درجة عالية من الوعي ورجل الأمن أصبح جاهزا للتعامل مع أي عمل إرهابي.


خطر المواقع الإلكترونية

وردا على سؤال حول حمل بعض المطلوبين شهادات عليا، شكك التركي في ذلك، وحذر من المواقع الإلكترونية للفئة الضالة، مشيرا إلى أن أحد الباحثين أكد أن الخطوة الأولى للانتماء لتلك الفئة هي تصفح مواقعهم الإلكترونية، مبيناً أن الكشف عن مثل هذه المجموعة لا يأتي بين يوم وليلة، ولكن هناك أدلة على تورطهم.

وعن آلية التعامل مع ذوي المطلوبين، أكد التركي أنه لا يتم الإعلان رسميا حتى يتم تبليغ ذويهم.

وردا على سؤال لـ"الوطن" عن استيقاف أي من المطلوبين الواردة أسماؤهم على القائمة في وقت سابق، قال: لم أطلع على أي معلومات تثبت استيقاف أي منهم.

واختتم التركي تصريحاته بأن الفئة الضالة عملت على تدريب عناصرها في الخارج "الأماكن المضطربة" لأنه لا مجال لتدريب الفئة الضالة في المملكة، مؤكدا أن هدف تلك الفئة هو تجنيد السعودي وتمكينه من التدرب على الأعمال الإرهابية.


بيان الداخلية

وكانت الداخلية أعلنت أمس أن الجهات المختصة تمكنت من التعرف على مجموعة تضم 47 مطلوباً للجهات الأمنية من السعوديين المتواجدين في الخارج الذين يتبنون الفكر الضال، وصور لهم خيالهم المريض تحين الفرص للتنفيذ أو المساعدة في اقتراف عمل إجرامي على أرض الوطن. وصرح المتحدث الأمني بالوزارة بأن مما من الله به على مجتمعنا السعودي المسلم من إدراك لحقيقة الفكر الضال والأهداف التي يسعى إليها المفسدون في الأرض المحاربون لله ورسوله قد حَرَم أرباب الفتنة والفساد من إيجاد موطئ قدم لهم على الأرض الطاهرة، وقد كان لقوات الأمن شرف المواجهة التي ألجأتهم بفضل من الله إلى النزوح إلى حيث صور لهم فكرهم التكفيري المنحرف أنها مواقع للانطلاق للنيل من وطنهم وأهلهم ومقدرات أمتهم. وبعد أن اتضحت الرؤية لكل ذي لُب حيث استغل رموز الفتنة العاطفة الدينية لأبناء هذا البلد الأمين لتوظيفها لنهجهم الخائن وخدمة أعداء عقيدتنا السمحة وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وبعد أن جعلوا من بعض أبناء الوطن بضاعة في أيدي سماسرة الفتنة يلقى بهم إما في غياهب المعتقلات أو حيث يلقون حتفهم في مناطق الصراع والفتنة، فقد استدرك البعض ممن غرر بهم الخطأ الذي ارتكبوه وتقدموا إلى ممثليات خادم الحرمين الشريفين في الخارج حيث تم تأمين عودتهم ولم شملهم بأسرهم ومساعدتهم في العودة إلى الحياة الطبيعية وإخضاعهم للأنظمة المرعية وذلك على نحو ما سبق الإعلان عنه بتاريخ 7 /2 /1430هـ. وقد بلغ عدد من سلموا أنفسهم بعد هذا التاريخ 5 مطلوبين من المتواجدين في الخارج. وفي المقابل فإن هناك من جعلوا من أنفسهم أداة بأيدي أعداء الملة والوطن، لا يملكون من أمرهم شيئاً وفي انتظار ما يوحي إليهم به شياطين الإنس ليُقدموا على أعمال دنيئة ينالون بها من أهلهم ووطنهم. وأكدت الوزارة أنه في الوقت الذي تعلن فيه عن هذه القائمة من المطلوبين الذين يسري بحق من يدل عليهم المكافآت التي سبق الإعلان عنها، لتدعو هؤلاء المطلوبين إلى العودة إلى رشدهم والرجوع عن غيهم والمبادرة بتسليم أنفسهم إلى أقرب ممثلية لخادم الحرمين الشريفين حيث سيتم تأمين عودتهم ولم شملهم بأسرهم، وأخذ ذلك في الاعتبار عند النظر في أمرهم.




207 إرهابيين ضمتهم القوائم الخمس خلال 8 أعوام


الرياض: عبدالعزيز العطر

تعد قائمة المطلوبين الـ 47 التي أعلنت عنها أمس وزارة الداخلية هي الخامسة من نوعها منذ تفجر أعمال الإرهاب بالمملكة في مايو 2003، بمجموع 207 مطلوبين منذ 8 أعوام قتل منهم 46 مطلوبا خلال مواجهات متفرقة مع رجال الأمن، وفجر 22 أنفسهم خلال عمليات تخريبية وعمليات حصار رجال الأمن لهم، وسلم 9 أنفسهم للسلطات الأمنية، وقبض على 8 مطلوبين. وأعلنت القائمة الأولى في 7 مايو 2003، وضمت 19 مطلوبا أمنيا قتل منهم 10 خلال مواجهات مع رجال الأمن بالمملكة، وانتحر 6 خلال عمليات تفجيرية تخريبية مفرقة، وسلم اثنان نفسيهما امتثالاً للعفو الملكي الذي أطلقه الملك فهد بن عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ عام 2004 وقبض على واحد. وجاءت اللائحة الثانية والتي عرفت بقائمة الـ26 في 6 ديسمبر 2003، وقتل منهم 18 خلال مواجهات متفرقة مع رجال الأمن بالمملكة، وقبض على اثنين أحدهما قبض عليه من قبل سلطات الأمن بدولة بلجيكا، وسلم واحد من المطلوبين نفسه إبان العفو الملكي، واستسلم آخر في نجران، وفجر اثنان نفسيهما خلال محاصرتهما من قبل رجال الأمن دون أن يحدثا أضرارا تخريبية بالمنشآت أو المؤسسات الحكومية، وفر اثنان أحدهما أعلن بشكل غير رسمي عن مقتله في القائم بالعراق. وأعلنت اللائحة الثالثة عن 36 مطلوبا أمنيا في 28 يونيو 2005، لكنها جاءت مختلفة عن اللائحتين السابقتين بحيث ضمت 15 مطلوبا داخل المملكة و21 مطلوبا خارج البلاد، حيث قتل 11 خلال مواجهات مع رجال الأمن داخل المملكة، بينما فجر 3 أنفسهم أحدهم خلال حصاره من قبل رجال الأمن واثنان خلال مواجهات بقيق عام 2006، فيما قبض على المطلوب الأخير من تلك المجموعة المنتمية داخل المملكة عام 2005، في الوقت الذي أشارت أنباء غير رسمية إلى مقتل 6 من المطلوبين في الخارج، وهروب 9، والقبض على 4 آخرين خارج المملكة، وتسليم مطلوب نفسه لسفارة المملكة في لبنان، واستلام المملكة مطلوباً آخر من باكستان عام 2006. وصدرت القائمة الرابعة في 2 فبراير 2009 حيث ضمت 85 مطلوباً أمنياً، أحدهم عبدالله حسن طالع عسيري الذي فشلت محاولته في استهداف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف في 28 أغسطس من ذات العام، بعد أن طلب تسليم نفسه وسط ترحيب من الأمير محمد بن نايف، ثم سلم 4 أشخاص من المطلوبين أنفسهم لوزارة الداخلية وهم جابر الفيفي وعقيل المطيري وفهد رقاد سمير الرويلي وفواز الحميدي هاجد الحبردي العتيبي، بينما ألقت الأجهزة الأمنية في اليمن القبض على عبدالله عبدالرحمن محمد الحربي، وفي 13 أكتوبر 2009 أعلنت السلطات الأمنية السعودية مقتل اثنين من المطلوبين من قائمة الـ85 هما يوسف الشهري ورائد الحربي والقبض على ثالث (مطلوب ولكنه ليس من القائمة) كانوا يستقلون سيارة، حيث بادر القتيلان وكانا يلفان جسديهما بأحزمة ناسفة بإطلاق نار على رجال الأمن لدى تفتيشهم في نقطة الحمراء على طريق الساحل في منطقة جازان، وعثر بسيارتهم على قنابل وأسلحة، وأثبتت التحقيقات أن العنصرين تسللا عبر الحدود الجنوبية لتنفيذ عمل إرهابي على إحدى المنشآت الحساسة. وكانت مصادر أمنية أشارت إلى أن المطلوبين الـ85 يتواجدون في خمس دول، حيث توجه القسم الأكبر منهم للعراق، فيما تمركز عدد آخر غير قليل في مناطق القبائل بوزيرستان، وهي منطقة تنشط بها عناصر مسلحة في باكستان. كما ضمت القائمة السعودية يمنيين هما أمير قاعدة الجهاد في اليمن ناصر الوحيشي، والقائد الميداني قاسم الريمي، وفرا ضمن ثلاثة وعشرين من عناصر القاعدة من سجن المخابرات اليمنية في فبراير 2006. وتنكر 11 مطلوباً من القائمة لما قامت به المملكة لصالحهم من إعادتهم من معتقلات خارجية إضافة إلى الحفاوة التي استقبلوا بها والدعم الذي وجدوه ومنحوا فرصة كبيرة للعودة إلى المجتمع أعضاء صالحين إلا أنهم لم يحسنوا استغلالها. وفي المقابل، لم تغلق المملكة الباب أمام المطلوبين، حيث أعلن السفير السعودي باليمن علي الحمدان في وقت سابق أن السفارة مستعدة لاستقبال أي مطلوب يسلم نفسه طواعية، استفادة مما ورد في بيان الداخلية.