"هل سنرى الخشبية تلمع ذهباً"؟ هذا السؤال كان عنواناً لمقالي في "الوطن" بتاريخ 16 من شهر يوليو للعام الحالي، وكانت المطالبات فيه بسيطة جداً.. هي الاحترافية، وإعطاء الفرصة للمخرجين السعوديين المحترفين في الإخراج الرياضي. النتيجة كانت منح إحدى الشركات الجديدة حق نقل بعض المباريات، والنتيجة أننا أصبحنا نشاهد أرقام فانيلات اللاعبين أكثر من وجوههم، وتفاصيل غير مهمة في المباراة، وقد يسجل أحد الفريقين المتنافسين هدفاً والمخرج منشغل بالإعادات.

تصوير سيئ ورداءة في النقل التلفزيوني. هل يعقل أن كل القنوات المتخصصة في نقل المباريات فشلت أمام العرض المقدم من شركة حديثة لا يعرفها أحد ولم يسمع بها أحد؟ حين كنت أعمل في شركة أوربت التلفزيونية، كان المخرجون العاملون في أوربت من أبناء التلفزيون السعودي، ويعملون بكل احترافية تنافس المخرجين العالميين. لكن حين يتم تهميشهم فبكل تأكيد سيقومون بتجاهل كل خبراتهم، ويتم التركيز على راتب نهاية الشهر.

فجأة، يأتي التلفزيون السعودي بشركات حديثة العهد بالإعلام، وفجأة يتم توقيع العقود، ويبدأ التخبط، والنتيجة هي هدر للموارد المالية، وتأخر في اللحاق بركب الاحتراف في الاستثمار الإعلامي، الذي دخلت فيه دول مجاورة منذ عهد قريب وأصبحت علماً يشار إليه بالبنان.

هناك مجموعات تلفزيونية رأس مالها سعودي، ومعروفة وموجودة على أرض الواقع، لماذا لم يتم التوقيع معها؟ أو لماذا لا تعطى حقوق النقل لقناة الجزيرة الرياضية مثلا؟ هناك مجموعات إعلامية لديها القدرة على تحقيق ما لم تستطع تحقيقه الشركة الجديدة والتلفزيون السعودي.

الحياة منافسة جميلة، وأجمل ما فيها أن عشاق كرة القدم في السعودية على موعد مع اليوتيوب؛ ليشاهدوا خلاصة المباراة، بدلا من الملل وهم يشاهدون لقطات لا علاقة لها بالمباراة، أو يستمعون لمعلق لا يعرف تشكيلة الفريق إلا بعد مرور 15 دقيقة وأكثر!