صعدت مركبة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حاملة شعارها الجديد الأرصفة وعكست السير ثم اعترضته ونزل رجالها للمطاردة، إلا أن ذلك لم يكن المشهد اللافت بالنسبة لمئات من عابري طريق الملك عبدالعزيز في الرياض صباح أمس، بل كان مشهد الفتاة الوحيدة التي اخترقت حافية القدمين الطريق السريع بين السيارات في محاولة واضحة للفرار، فيما بدا ثلاثة من أعضاء الهيئة وراءها.

"الوطن" التي كانت هناك، رصدت المطاردة بداية من تقاطع شارع الأمير ممدوح بن عبدالعزيز في السليمانية مع طريق الملك عبدالعزيز، وصورت الفتاة تجري بين السيارات وعلى الرصيف الفاصل بين الطريق السريع وسط مطاردة من ثلاثة أعضاء هيئة راجلين، فيما اضطرت سيارة حديثة للهيئة (بالشعار الجديد) إلى مخالفة أنظمة المرور لتعتلي الرصيف وصولا إلى الشارع المعاكس.

وفي حين توقف السير في الشارع واختنقت حركة السير نتيجة متابعة المارين بالطريق المزدحم عادة، سرعان ما وصلت فرقة مساندة من الهيئة إلى الموقع.

ولم يتح التجمهر في الموقع الفرصة لمعرفة نهاية المطاردة وأسبابها، في الوقت الذي أحال المتحدث الرسمي للهيئة الدكتور عبدالمحسن القفاري استفسار "الوطن" الذي وصله عبر رسالة جوال نصية في الثانية عشرة ظهراً، إلى المتحدث الرسمي لهيئة الرياض تركي الشليل، الذي تلقى بدوره رسالة نصية من "الوطن" في الساعة 12.50 ظهر أمس فطلب وقتاً للتأكد ومعاودة الاتصال، إلا أنه لم يفعل.

وكانت الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر اعتمدت مؤخرا هويتها الجديدة التي ظهرت في حادثة أمس على مركباتها، فيما صرح المدير العام للإعلام والعلاقات بالهيئة الدكتور عبدالمحسن القفاري في وقت سابق بأن الشعار الجديد على المركبات يفصح عن منهج الوسطية والسمو للشعيرة بألوان السماء التي منها نزلت الشريعة والوحي، والاستقامة والاعتدال التي تعبر عنها خطوط الهوية المستقيمة على سيارات الرئاسة، ولتعكس بجملتها ألوان أرض المملكة وسماءها فتجسد روح الانتماء لمنظومة الوطن.

وأوضح القفاري أن الشعار الجديد للهيئة تضمن عدة مكونات هي: ثلاث دوائر تمثل درجات إنكار المنكر الواردة في الحديث الشريف، واسم الرئاسة كاملاً باللغة العربية والإنجليزية ليمكن معرفة الجهة التي يمثلها الشعار للناطقين بغير العربية، وصورة خارطة المملكة يتوسطها الشعار الرسمي للبلاد والشراع "المستقى من حديث السفينة الخاص بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" رمزاً لقيام الدولة بالشعيرة، وتأكيد مسؤولية الجميع في سعادة المجتمع وحفظه من الأخطار كالشركاء في السفينة.

وأوضح أن الهيئة غطت في هذا المشروع الضخم ما يقارب 600 دورية ميدانية في مدينة الرياض في المرحلة الحالية، وسيغطي المشروع جميع سيارات الهيئة الميدانية في المراحل القادمة من المشروع.