لا تربطني أي علاقة شخصية بالزميل الإعلامي سلمان المطيويع مذيع قناة (لاين سبورت) الرياضية (المقال) من منصبه على خلفية نقده العلني الموجه للمسؤولين عن رياضتنا بعد تعادل منتخبنا الأولمبي مع نظيره القطري ولم يسبق لي أن التقيت بالرجل أو حادثته هاتفياً ولكن الواجب الإعلامي يحتم عليّ أن أتوقف عند قرار إبعاده بسبب وجهة نظره التي يجب أن تُحترم كإعلامي وأن لا يتم إقصاؤها وإقصاء صاحبها حتى وإن كان البعض لا يتفق مع ما قيل.

- في البيان الصحفي الذي أصدرته القناة وضح جلياً أن ما حدث كان (إقالة) حتى وإن ألبسها البعض ثوب (الاستقالة) لسببٍ أو لآخر.

رياضتنا تراجعت كثيراً وموقع كرتنا على الخارطة الدولية كشفه التصنيف الدولي الأخير الذي وضعنا في المركز (98) وهو مركز لا يليق بما يصرف مادياً على رياضتنا ولا يوازي حجم تطلعات وطموحات المسؤولين والشارع الرياضي على حد سواء، وهذا التراجع الذي لا يرضي أحداً يجعل الجميع مسؤولاً عن الإصلاح ودور الإعلام أساسي ومفصلي في هذه المرحلة بالتحديد لكشف العيوب وتسليط الضوء على مكامن الخلل وإذا لم ينتقد الإعلام الأخطاء ويصارح المسؤول بها حال الإخفاقات وفي ظل هذا التراجع (المخيف) فمتى يفعل ذلك يا ترى؟!

مللنا من الإخفاق وسئمنا من (التطبيل) والمجاملة وتجميل واقعٍ لا يجمّل وبات لزاماً علينا مصارحة النفس ومكاشفة المسؤول حتى لو أدى ذلك لجلد الذات قليلاً والمبالغة في النقد (شيئاً ما) ولكن هذا أمرٌ يمكن تجاوزه طالما أننا متفقون على أنه جاء بدافع الحب والغيرة على رياضة الوطن.

أعود لموضوع الزميل (المطيويع) وأتساءل: هل ما قاله يستحق ما ناله..؟! وهل هذا جزاء حرية الكلمة التي ننادي بها وندافع عنها وندعو إليها..؟! وهل هناك من يريد (تطويع) إعلامنا الرياضي ليسير في ركاب المجاملة وغض الطرف عن الأخطاء..؟!

لنفترض أن الزميل (سلمان) أو غيره من الإعلاميين أخطأ أو أورد معلومةً غير صحيحة اعتبرها البعض تجاوزاً في لحظةٍ كان يبحث فيها عن المصلحة العامة ولا شيء سواها فلا أظن أن الإقصاء وتكميم الأفواه وتقديمه كـ(قربان) هو أمرٌ يرضي المسؤول أياً كان.

على العكس فما نراه هو أن المسؤول الأول عن رياضتنا رحب بالنقد في أكثر من مرة بل إنه قام بالتغريد في فضاء (تويتر) عبر حسابٍ شخصي لرغبته في الاقتراب من نبض الجماهير وسماع وجهات النظرالمختلفة ومطالعة الانتقادات دون عوائق و(فلترة) وقد علق الرئيس العام على هذه القضية بكل شفافية حيث نفى أي صلة للاتحاد السعودي بإقالة الرجل وقال ما نصه: (أتمنى أن أراه يعود إلى قناته أوأي منبر إعلامي يليق به.. وأأسف للبعض أن ضخم الموضوع وجعله وكأن الرئاسة ضد حرية الرأي وهذا غير صحيح أبداً والدليل البرامج اليومية في أكثر من قناة ووسيلة إعلامية).

إن حديث الرئيس العام ألقى الكرة في ملعب الإعلام و(القناة تحديداً).. فلماذا يريد البعض (في الإعلام) أن يحسسنا أن المسؤولين عن الرياضة باتوا خطاً أحمرَ لا يجوز نقدهم أو الاقتراب منهم..؟! وهو الأمر الذي (ربما) لا يرضي المسؤول.

ترى هل نستطيع أن نفهم ما مضى على أنه رسالة للإعلاميين (من جهةٍ ما) عنوانها (خذوا حذركم) ومفادها (أقفلوا أفواهكم) وفحواها: استبدلوا القلم بـ(الطبلة)؟!