من حب الجمهور السعودي لكرة القدم تحول أكثر من عشرين مليون نسمة إلى مدربين ومحللين ونقاد, ومن حق الجميع ممارسة حرية الرأي وممارسة ثقافة احترام الرأي الآخر.

ما يحدث في الوسط الرياضي ظاهرة عجيبة، وهي النقد من أجل النقد وإرضاء البسطاء من المشاهدين والمتابعين الذين يرون فيما يقال عبر وسائل الإعلام حقيقة مسلمة وليست رأياً قابلاً للصواب والخطأ, حتى أصبح من يمارس النقد والتجريح هو المطلوب لدى بعض الجماهير.

تقودني هذه المقدمة للحديث عن مدرب المنتخب السعودي الجديد (رايكارد.. الهولندي) الذي تعاقد معه الاتحاد السعودي لكرة القدم، وهو لاعب شهير مثل أجمل أيام الكرة الهولندية مع المجموعة الرائعة (خوليت, فان باستن, كويمان) وامتهن التدريب مع فريق برشلونة الإسباني ثم لم يكمل ستة أشهر مع غلطة سراي التركي!!

وفي الوسط الرياضي بدأت الأصوات الخافتة التي تتحدث على خجل أن المدرب الهولندي رايكارد مدرب فاشل لا يقاس نجاح برشلونة معه كمدرب، وأكد فشله مع غلطة سراي التركي، وأصوات تقول إنه مدرب إنقاذ لنسجل اسماً عالمياً أوروبياً مشهوراً فقط, وأصوات أخرى تُهَمهِمُ بأن الاتحاد السعودي لكرة القدم لم يجد غير هذا المدرب العاطل ليقبل بتدريب منتخبنا، وإنه بصريح العبارة مدرب أقل من طموحات المنتخب السعودي!!!!

لا أعلم ماذا يريد هؤلاء، ولا كيف يتعاملون مع ظروف مر بها الاتحاد السعودي لكرة القدم للبحث عن مدرب مناسب.

علينا جميعاً أن نتعامل بوعي ومسؤولية وطنية تجاه هذا المدرب لأنه بدأ متأخراً مع المنتخب السعودي، ولا يزال الحكم عليه مبكراً , وعلينا الصبر والانتظار لنرى ماذا سيقدم في مباريات رسمية قادمة، ولمنحه الفرصة كما منح أنصاف مدربين من قبل فرصة تدريب المنتخب السعودي.

الواقع يؤكد أن الجمهور السعودي يعيش مرحلة خطيرة، وهي أزمة ثقة في المنتخب بسبب النتائج غير المرضية التي حققها في السنوات الأخيرة.

والأهم على عاتق الاتحاد السعودي لكرة القدم هو الشفافية والمواجهة المباشرة من رئيس الاتحاد الأمير نواف بن فيصل مع الإعلاميين وتنظيم اجتماع دوري كل ثلاثة أشهر, والالتقاء المباشر كل ما دعت الحاجة مع الرؤساء والمسؤولين عن وسائل الإعلام لتبادل وجهات النظر والوصول إلى ما يحقق الأهداف المرسومة لنجاح المنتخب.

والأخطر من وسائل الإعلام يا سمو الأمير نواف هو الخروج والتحدث بصراحة ووضوح عن عقد المدرب ريكارد، وإقناع المواطن والوسط الرياضي بأن بورصة المدربين في العالم تخضع لمقاييس متغيرة، وأن رواتب المدربين عالية, وظروف العمل في الشرق الأوسط ترفع قيمة المدربين الأكفاء, وبذلك يتم إيقاف أولئك الذين يعزفون على وتر المادة التي تؤثر في المساكين والمحتاجين الذين يسيل لعابهم عندما يقولون إن المدرب كلف أربعين مليون ريال.