اعتدنا أن نصف الجرَّاحين ـ وليس الأطباء ـ عندما يخطئون بـ"الجزارين"! وفي هذا انتقاص لقدر الجزارين، واستخفاف بحرفتهم التي لم يعرف قدرها مثل الشاعر المصري/ "أبي الحسين"، إذ ظل زمنا طويلاً يتسول الأغنياء والوجهاء بـ"مهايطات" مدحية، ولما أيس منهم، اشتغل جزاراً، فقال:

كيف لا أشكر الجزارةَ ما عشتُ، وأرفض الآدابا؟

وبها أضحت الكلابُ ترجِّيني، وبالشعر كنتُ أرجو الكلابا؟

ومع الاعتذار "الجزور الجزير" للجزارين؛ فإن كثيراً من "الجراحين" المهايطين في مجال "التجميل"، ومكافحة السمنة، لا يرتقون لهذه المهنة الشريفة، التي يضحي أصحابها بالحيوان لرفاهية الإنسان ـ مع الاعتذار للحيوان أيضاً في مقالة خاصة خالصة ـ بينما يضحي هؤلاء الـ"..." بالإنسان/ "المواااطٍ" السعودي تحديداً؛ حشواً لجيوبهم ونرجسياتهم المنتفخة انتفاخاً لاهوادة فيه!

لن تحتاج إلى عبقريةٍ خارقة ـ كالتي تحتاجها لفهم تعاميم "وزارة ما" ـ لتدرك أن الجراحة ليست إلا وسيلةً من وسائل الطب، يصدق عليها الأثر الشريف: "آخر الطب الكي"! ولكننا ابتلينا بمن يجعلها أول الطب وآخره و"النص نص"؛ انطلاقاً من ثقافة "الحلول السهلة السريعة"، وتكريساً لها: سيدتي الزوجة/ هل تعانين من الترهل في البطن بعد ولادة دفعتك من "يأجوج ومأجوج"؟ هل تخافين أن يتزوج عليك "سي السيد"؛ بحجة أنك لم تعودي تشبهين "هيفاء" ولا "وهبي"، ومن حقه أن "يتعجرم" العفة، و"يتنانسى" معاناته معك؛ رغم أن "كرشه" تسعك أنت و"يآجيجك" و"مآجيجك"، والخادمة والسائق، وطاقم تحكيم سعودي؟! وهل سئمت "شعوذة" خبراء التغذية وأجهزة الرشاقة الكئيبة المكلفة؟ لا عليكِ: عملية "شفط دهون"، لاتستغرق "سويعات الأصيل"/ لـ"طلال مداح" تجعلك تقولين لـ"زيتونة": "بَبَّاي" يادُبَّا! واطمئني؛ فلدينا من الخبرة ماجعل "الأمانات" تتعاقد معنا لشفط "الفلوس" التي لم يتمكن المفسدون من "تصريفها"!

عملية "شفط الدهون" هذه ربما كانت أبسط جراحات التجميل ومكافحة السمنة، وأكثرها شيوعاً، ومع هذا قد تؤدي إلى وفاة "المشفوطة"، كما حدث للفنانة المصرية/ "سعاد نصر"، رحمها الله! أما إن عرفت ناجيةً، فتأمل جسمها ـ بعد أن تصبح ابنها برضاعة محو الأمية ـ حيث انتقلت التكتلات الشحمية إلى مواقع أخرى! و"أكمخ" تلميذٍ في "كتاتيبنا" البائسة يعرف من مادة "الأحياء": أن تكوين شحم البطن يختلف، عن تكوين شحم الساقين، عن تكوين شحم الذراعين! وكل مايفعله "طبيب نصاب" بزحير/ "جورج وسوف" هو: منع تكون شحم البطن في مكانه الطبيعي، ليضطره للهجرة غير النظامية إلى مواقع أخرى؛ فيفسد نظامها، ويشوِّه تاريخها، وجغرافيتها و"ديموغرافيتها"! وربما اختلط بالدم ـ اختلاطاً عارضاً ـ رافعاً نسبة "الكوليسترول"، كما رفع تسرب حي "الغدير" في الرياض نسبة شيء آخر في الماء!