يخوض المنتخب العراقي اختباراً صعباً جديداً في رحلة الدفاع عن لقبه القاري عندما يلتقي اليوم نظيره الأسترالي في دور الثمانية في كأس آسيا المقامة حالياً في الدوحة.

وكان المنتخب العراقي نجح في عبور الدور الأول بشق الأنفس بعد انتصارين صعبين أحدهما عبر هدف في الوقت بدل الضائع بقدم المدافع الإماراتي وليد البلوشي في مرمى فريقه ليفوز 1/ 0 والآخر كان بنفس النتيجة أمام كوريا الشمالية، وذلك بعد خسارة من نظيره الإيراني 1/2 في أولى مبارياته بالبطولة ليحتل المركز الثاني في المجموعة.

وفي المقابل، تأهل المنتخب الأسترالي بجدارة متصدراً المجموعة الثالثة في الدور الأول برصيد سبع نقاط، بعدما استهل مسيرته بفوز ساحق على الهند 4/ 0 ثم تعادل مع كوريا الجنوبية 1/1 وانتصار على البحرين 1/ 0 مؤكداً أنه أحد المرشحين بالفعل لإحراز اللقب.

وكانت الظروف خدمت العراق في الدور الأول لأن هزيمته أمام إيران صاحب الخبرة الكبيرة بالبطولات الآسيوية جاءت في بداية البطولة، فكانت الفرصة سانحة للتعويض واستعادة التوازن في المباراتين التاليتين، ولكنه لن يمتلك الفرصة للتعويض إذا سقط اليوم لأن الهزيمة تعني خروجه المبكر وضياع فرصة الحفاظ على اللقب.

ولهذا ينتظر أن يخوض العراقيون المباراة بنفس الروح التي كانوا عليها قبل أربع سنوات عندما توجوا باللقب الآسيوي بعدما بهروا الجميع بعروضهم القوية رغم الظروف التي تمر بها بلادهم. وأصبح عليهم توخي الحذر الشديد في مواجهة الهجوم الأسترالي القوي، كما أنهم مطالبون بمزيد من التعاون بينهم خصوصاً في خط الهجوم لكسر دفاع المنتخب الأسترالي بقيادة لوكاس نيل الذي لم تهتز شباكه سوى مرة واحدة في مبارياته الثلاث السابقة.

ويأمل المنتخب الأسترالي في العبور للمربع الذهبي والاقتراب خطوة جديدة نحو التتويج بلقب البطولة التي يشارك فيها للمرة الثانية فقط في تاريخه حيث انتقل الاتحاد الأسترالي للعبة من اتحاد منطقة أوقيانوس إلى الاتحاد الآسيوي قبل سنوات قليلة.

كما ستكون المواجهة من نوع خاص بين مدربين ألمانيين هما وولفجانج سيدكه الذي يقود العراق وهولجر أوسييك الذي يقود أستراليا. ويتمتع كل من المنتخبين بخط هجوم قوي يستطيع العبور بفريقه إلى المربع الذهبي حيث يقود هجوم العراق المخضرم يونس محمود هداف بطولة كأس آسيا 2007 والذي ساهم بقدر كبير في فوز منتخبه باللقب. ورغم الجهد الكبير الذي يبذله يونس محمود في البطولة الحالية، إلا أنه لم يظهر بمستواه المعهود حتى الآن، ولذلك يأمل العراقيون أن يستعيد السفاح مستواه ليكون أحد عناصر التفوق التي ينشدها الفريق ويحتاجها بالفعل لعبور العقبة الأسترالية.

وإلى جانب يونس، يتألق عدد من اللاعبين مثل نشأت أكرم وعماد محمد وكرار جاسم ومصطفى كريم وهوار ملا محمد وحارس المرمى محمد كاصد.

وفي المقابل، يعتمد المنتخب الأسترالي على هجوم قوي بقيادة تيم كاهيل وهاري كيويل إضافة إلى ميلي جيدينياك الذي سجل أول هدفين مع منتخب بلاده من خلال مباراتين متتاليتين ليحصد أربع نقاط غالية للفريق بالتعادل مع كوريا الجنوبية والفوز على البحرين بواسطة التسديدات القوية من مسافات بعيدة.

كما يضم الفريق عدداً من اللاعبين المتميزين مثل بريت هولمان وساسا أوجنينوفسكي أفضل لاعب آسيوي لعام 2010 وحارس المرمى مارك شوارزر.

ويفتقد أوسييك اليوم جهود لاعبه المتميز بريت إيمرتون نجم بلاكبيرن الإنجليزي للإيقاف بعدما نال إنذارين في الدور الأول للبطولة.