بعيداً عن التقليدية جاءت المداخلات التي شهدتها محاضرة الأمير نواف بن فيصل أول من أمس في المدينة المنورة "الشباب.. الواقع والمأمول"، وهو بعد شجعته أريحية وشفافية كست إجابات الأمير، ووضعت كثيراً من الحروف على واقع الفعل الرياضي والشبابي في المملكة.

حمل كثيرون على الإعلام في مداخلاتهم، وكثير منهم كان محقاً في أن هذا الإعلام يتخطى الحدود أحياناً، ويتجاهل دوره أخرى، وهو ما تكشفه متابعة عادية لكثير من المقالات التي تطرح هنا وهناك، كاشفة عن أن ديدن الرضا الذي ينتهجه كثير من كتاب المقالات هو الضجيج المفتعل، لأزمات ليس لها في الواقع أي صدى أو تأثير إلا في رأس الكاتب، ومدرجات المراهقين.

وحينما يشير الأمير نواف إلى أن مشروعاً طرحته الرئاسة العامة لرعاية الشباب يتعلق بإنشاء اتحاد للإعلام الرياضي يضم كل العاملين في مجال الإعلام الرياضي، واجه بعض التحفظات، فإن إشارته تؤكد أن الرئاسة تحاول أن تجد ضوابط، عززتها أخيراً بكثير من اللوائح الانضباطية اللاجمة للخروج عن المألوف.

لكن إطلاق اتحاد للإعلام الرياضي لن يحمل كل الحلول، لأن هذه الأخيرة يجب أن تنبع بداية وأساساً من داخل الإعلامي ذاته، بحيث يستوعب حقيقة دوره، حتى لو لم يجد تصفيقاً مصطنعاً يجعل منه في الغالب بطلاً، ولكن على ورق زائف لا يغني ولا يسمن من جوع.

وفي مداخلتها لامست الكاتبة حصة العون هموم الشباب ومعاناتهم مع تأخر مواعيد المباريات، وجاء وعد الأمير نواف بمحاولة إيجاد حل للمشكلة ينير بعض الضوء في الطريق الطويل، حتى مع تركيزه الشديد على عدم تعارض الأنشطة الرياضية مع أوقات الصلوات، لكن الحلول لن تُعدم، خصوصاً أن الدوري في المملكة يتزامن في الغالب مع أيام الدراسة.

من عادة الأمير نواف أن يتكئ على اللوائح، وعلى الإمكانية، وعلى تحقيق الصالح، ومجرد وعده بمحاولة إيجاد حل لتأخر مواعيد المباريات، يعد بالنسبة لعارفي منهجيته، باباً لفتح جديد، سيضع كل الاعتبارات المتعلقة بالمواعيد الحالية، وتلك التي ستقترح في ميزان المفاضلة، وبالتالي سيتم اختيار الأمثل.

ما يفتح الأمير أبوابه بمجرد وعد، يصب اليوم في خانة الخبراء، وهؤلاء مطالبون أن يقدموا آراء منطقية عقلانية، تضع الإيجابيات والسلبيات في المفاضلة، وتقدمها بكثير من الأمانة والمسؤولية للمسؤول بما يمكنه من اتخاذ قرار يحقق الصالح ليس فقط للأندية، وإنما لقطاع كامل من الشباب يلهث خلف فرقها.