نحن مجتمع طيب للغاية! لا نتخيل أبدا أن هناك بشرا في هذه الدنيا تختلط الجريمة بدمائهم.. لا نصدق أن هناك من يوافق على ارتكاب جريمة عائقه الوحيد عن ارتكابها: "كم نصيبي من العملية".. أو: "ما هو الدور المطلوب مني"؟!

جرائم مختلفة.. ابتداء من وافد آسيوي ملتحٍ ـ لو قابلناه لجعلناه إماما لنا في الصلاة ـ تم ضبطه في أحد المجمعات يتلصص على دورات مياه النساء ـ أكرمكم الله!

وليس انتهاء بجريمة قتل شقيق مصري آمن مستأمن.. الجمعة الماضي نقلت (واس) أن وزارة الداخلية أعلنت تنفيذ حكم القصاص في ثمانية وافدين من الجنسية البنجلاديشية في الرياض أمس، إثر سطوهم على أحد المستودعات، وسرقته، والتمالؤ على قتل حارسه، بمعاونة ثلاثة آخرين من أبناء جلدتهم نفذت بحقهم أحكام بالسجن والجلد.

لم تستوقفني الجريمة لذاتها.. أدرك جيدا أن الجريمة تسري في أعماق هؤلاء.. بيان الداخلية أورد مفردة (التمالؤ) وهو توافق الإرادات.. ربما الذي استوقفني فيها هو أسماء المجرمين.. نحن مجتمع نؤمن أن كلا له من اسمه نصيب!.. الأول اسمه (مأمون)، والثاني اسمه (عبد السلام كفيل الدين)، والثالث اسمه (شفيق الإسلام)، والرابع اسمه (شمس الحق)، إلى آخر هذه الأسماء التي توحي إليك أنك أمام عدد من أولياء الله الصالحين!

كما أسلفت، لم تستوقفني الجريمة، ولا أريد إعادة ما سبق لي قوله من ضرورة إحضار الوافد لمحضر رسمي من خارجية بلده يثبت خلوه من السوابق.. ولن أطالب بمعاقبة جنسية وافدة من أجل حفنة مجرمين..

الذي أريد الوصول إليه هو أهمية وصول هذا الخبر لجميع أفراد هذه الجنسية..

مئات الآلاف من الجنسية البنغالية وغيرها، يملؤون شوارع بلادنا.. هؤلاء لا يتابعون الصحف السعودية ولا يتصفحون موقع (واس).. هؤلاء يركضون ليل نهار لجمع أكبر قدر من المال والمغادرة.. لذلك يجب أن نحرص أن يشهدوا تنفيذ هذه الأحكام قدر المستطاع.. حتى لو تم تنفيذ القصاص في أكثر من منطقة.

من رأى ليس كمن سمع.