تفرض الأزمات وخصوصا التي تمس أمن الوطن إعلان المواقف من الجميع، وخصوصا ممن ارتضى لنفسه الظهور والبروز وطرح آراء في العلن وتنظير في السياسة والمشاكل المحلية والدولية.

حدث في وطننا الأسبوع الماضي حدث حيثياته ودلالاته واضحة، ترفع فيه أعلام دول وأحزاب كراهيتها معلنه للوطن، الجميع أدلى بدلوه في بيان خطأ فعل أهل الفتنة في أحداث العوامية بما في ذلك نخبة من علماء القطيف؛ أصدروا بيانا واضحا لا يقبل اللبس يجرم هذا الشغب الذي يهدف إلى الإخلال بالأمن.

الجميع اتفق على حب الوطن وأهله إلا بعض المبررين والغامضين يتصدرهم شيخ ملأ الآفاق ضجيجا هذا العام وصدر نصائحه وتوجيهاته إلى آلاف الأميال بعيدا عن وطنه، الشيخ الدكتور الذي أزبد وأرعد قبل ثمانية عشر عاما عندما تواجد الأمريكان للمشاركة في الدفاع عن بلده وتحرير الكويت وجرم التعاون معهم هو نفسه الذي بارك وأيد مساعدة الناتو لثوار ليبيا. أين ما قاله عن الولاء والبراء في تلك الأيام وغرر بالمساكين؟ لا أحد يعرف. والشيخ الذي نظّر كثيرا في خطأ إجارة المملكة لزين العابدين لطغيانه وظلمه؛ هو من قال عنه قبل سنوات قليلة إنه اكتشف أن حكمه وخطابه السياسي يستند إلى منطلقات عربية وإسلامية، غموض وتقلب في مواقفه لا يستوعبه إلا هو، وإجابات مبهمة وطويلة على أسئلة لا بد لها من إجابات واضحة. بلا شك أن حلم الزعامة متأصل لدى الشيخ ولكن للناس ذاكرة لا تنسى وارجعوا لتكذيب الشيخين الألباني وابن باز رحمهما الله لما نسبه لهما. لم يدخر الشيخ وسيلة لإبراز نفسه وليس فكره فاتجه الآن للإعلام الجديد يريد أن يقنع جيلا لم يسمع آراءه القديمة، جيلا لم يسمعه وهو يهاجم القناة التي تحول بعد سنوات إلى ضيف دائم عليها، بعد أن وصفها بأنها مفسدة ومعادية للدين. شيخنا يعكف الآن على تأليف كتاب جديد هو فقه الثورة، فقه جديد يكون الشيخ مرجعه ليبارك الفوضى في كل مكان، ومن غرائب الصدف أن الشيخ القرضاوي سلمه الله تحدث أيضا عن ذلك والدكتور كمال الهلباوي، وفي هذا الوقت بالذات، أليست صدفة؟

لسنا مثل الشيخ علما وفقها لكن الشيخ دخل في ملعب الإعلام والسياسة وهو ميدان مفتوح، والآراء فيه تؤخذ وترد، لكننا نحتاج إلى مجهر لنقرأ ما بين السطور وخصوصا في وقت الأزمات لنعرف موقفه. هذه أيام لا تحتمل ميوعة المعاني أو التلاعب بالألفاظ وقد بحت أصواتنا ونحن نقول يا شيخ أفصح.