منذ غرق أحد المخارج في الرياض قبل سنوات، وأحداث سيول جدة قبل عامين، وبينهما أحداث متفرقة، تغيرت نظرتي للشباب السعوديين 180 درجة.. لقد قاموا بأعمال إنقاذ بطولية تستحق الإعجاب والثناء والتخليد.. لم أعد أستغرب قراءة أي خبر لعمل بطولي يقوم به أحد هؤلاء الشباب.

آخر هذه البطولات ما نشرته عكاظ عن شاب صغير في السن، اقتحم النيران في حادثة حريق منزل في منطقة الباحة قبل أيام، وقام بإنقاذ رضيعة عمرها عامان، وأخرجها من بين ألسنة اللهب، بعدما تعرض لعدد من الحروق في أجزاء مختلفة من جسمه ألزمته سرير المستشفى.

هؤلاء الشباب الذين نسوطهم ليل نهار بسبب ملابسهم وقصات شعورهم، هم بذرة صالحة.. تحتاج فقط للتوجيه والرعاية وزرع الثقة في أنفسهم.. لكننا لا نرى سوى نصف الكوب الفارغ.

هؤلاء الشباب الذين تعرضوا للانتقادات الحادة أثناء اليوم الوطني ليسوا سيئين بالمطلق.. حتى المقاطع التي تنتشر عنهم في اليوتيوب هي مقاطع ساخرة ضاحكة.. ليس فيها نزعة إجرامية أو وحشية.. مجموعة شباب تسير حياتهم على المقالب والنكتة الحاضرة والموقف الطريف!

في غير دولة عالمية يمر الناس جوار حادث أو مصاب أو شخص ساقط على الأرض دون أن يثير أي نخوة فيهم.. دور الآخرين هو الفرجة.. حدث يومي عابر.. هنا بفضل الله لا يمكن أن تجد هذه النوعية السلبية من الشباب.

صادفت حادثا مروريا أمامي قبل فترة.. وقبل أن أتوقف كان بضعة شباب يقومون بتعديل السيارة وإخراج المصاب.. كانوا عرضة لخطر محقق، لكنهم لم يفكروا بالعواقب.

يفترض أن تعنى فعاليات المجتمع المختلفة بهذه المواقف البطولية للشباب السعودي.. حتى لو استحدثت برامج خاصة.. هؤلاء هم النماذج الواجب تقديمها للمجتمع.. يجب الاهتمام بهم وتكريمهم.. قبل أن أنسى؛ ليت سمو أمير منطقة الباحة الأمير مشاري بن سعود يكرّم ذلك الشاب إزاء ذلك العمل البطولي الشهم.