الإنسان كلما أتى يوم تقدم في العلم والمعرفة وكل يوم تزداد المعارف والاكتشافات ولكن هذه العلوم والاكتشافات يقابلها جانب آخر وهو نوع من المشاكل وهو الذي يبتلى بها كل عصر، وفي عصرنا هذا نعاني كثيرا من أمر مهم لا يمكن التغافل عنه وهو البطالة. البطالة هي مشكلة من مشكلات العصر وهي من المشكلات المعضلة ومن المعروف أن البطالة ظاهرة عالمية يندر أن يخلو مجتمع من المجتمعات منها وهي تأخذ أشكالاً وأنواعاً متعددة منها ما هو ظاهر سافر ومنها ما هو مُقَنَّع ولكل منهما أسبابه الظاهرة والباطنة، والبطالة تعتبر مرضاً مزمناً يجب علاجه في هذا الزمن لكي لا يتطور وينتشر كالوباء تلقى الكثير من الشباب الواعي وغيرهم بدون عمل يمشون في الشوارع في حين يمكن استغلالهم في كثير من مجالات الحياة ولديهم قدرات عقليه يمكن توظيفها لخدمة المجتمع ولكن تراهم يتجولون من مكان إلى آخر بدون عمل طاقاتهم مجمدة والمجالات أمامهم مغلقة. أرى أن البطالة من أخطر المشاكل التي تهدد استقرار وتماسك المجتمع العربي ولكن نجد أنها تختلف من مجتمع إلى مجتمع حتى إنها تختلف داخل المجتمع الواحد من منطقة إلى أخرى فهناك أسباب اقتصادية وأخرى اجتماعية إلخ.. ولكن كلاً منها يؤثر على المجتمع ويزيد من تفاقم مشكلة البطالة. ومن الآثار المترتبة على البطالة: الجريمة والانحراف. إن مشكلة البطالة كما أوضحنا سابقاً هي في حد ذاتها تعتبر واحدة من أخطر المشكلات التي تواجه مجتمعاتنا العربية وهي أيضاً واحدة من التحديات التي يجب على الوطن الانتباه لها خلال هذه الفترة. لذا يجب علينا جميعا مواطنين ومسؤولين أن نسرع في العمل على إيجاد السياسات التي يمكن من خلالها مواجهة هذه المشكلة حتى لا تتفاقم المشكلات المترتبة عليها ونرجو من المسؤولين النظر بعين الاعتبار إلى هذه المشكلة الحساسة والتي قد تكون سببا لأمور أخطر وأكبر مما هي عليه الآن.