تضاربت تبريرات اختفاء عضو مركز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالهجرة، في التحقيقات الأولية، التي جرت مع زملائه وأسرته، ففيما أكد زملاؤه انطوائيته، وشروده الذهني، برر عمه الاختفاء بالهروب من مطالبات مالية إثر ديون كبيرة تراكمت عليه. بينما أفاد والد العضو بأن ابنه انقطع عن العمل للتفرغ لدراسته بالخارج، ورجح بعض أقاربه سفره خارج المملكة للعلاج.
إلى ذلك، وجه فرع الهيئة بمنطقة مكة، خطابات إلى إمارة المنطقة، والرئاسة العامة للهيئة، تشير إلى استمرار غموض قضية اختفاء العضو.
حصل فرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة مكة المكرمة على معلومات غامضة ضمن تحقيقاته في قضية اختفاء عضو "مركز الهجرة"، على أن يتم البدء في إعداد تقرير نهائي يؤكد غموض اختفاء العضو، وأنه لم يتم الوصول لأية نتائج إيجابية حول هذه القضية التي أثارها خبر "الوطن" الأربعاء الماضي وتلقى فرع الهيئة بمكة بموجبه توجيهاً من الرئاسة بالبحث عن حيثيات اختفاء العضو.
وعلمت "الوطن" من مصادر مطلعة بفرع رئاسة الهيئة بمنطقة مكة، أن الفرع وجه خطابات لكل من إمارة المنطقة، والرئاسة العامة للهيئة، تتضمن استمرار غموض القضية، وأن المعلومات التي جمعها تضع عدة أسباب لاختفاء العضو، وسط جهل تام من قبل زملائه بالمركز، وتضارب واضح في تبريرات أسرته.
وأكدت أنه بعد نشر "الوطن" الأربعاء الماضي، تقريرا عن الاختفاء المفاجئ لعضو الهيئة، تلقى فرع الهيئة بالمنطقة توجيها عاجلا من الرئاسة العامة للهيئة، بالبحث عن حيثيات وملابسات اختفاء العضو، والإفادة عن تفاصيل القضية، وكذلك الإجراءات التي تمت في هذا الشأن.
وذكرت أن نتائج التحقيقات الأولية كشفت أن العضو تم تعيينه في مركز هيئة الهجرة على وظيفة عضو ميداني بتاريخ 17 جمادى الآخرة عام 1429، ويحمل شهادة البكالوريوس في العقيدة الإسلامية من جامعة أم القرى، وانقطع عن العمل مطلع شهر رجب العام الماضي.
وأوضحت أن التحقيقات تضمنت تبريرات متضاربة من زملاء وأسرة العضو حول أسباب الاختفاء، وأنه في الوقت الذي أكد فيه زملاؤه انطوائيته، وشروده الذهني، بررعمه – شقيق والده – اختفاء ابن أخيه، بالهروب من مطالبات مالية إثر ديون كبيرة متراكمة عليه، وسط إفادة والد العضو بأن ابنه انقطع عن العمل للتفرغ لدراسته في الخارج، وإشاعات أخرى من ذويه تؤكد سفره خارج المملكة للعلاج، وأن جميع هذه الإفادات زادت مسألة بحث أسباب اختفاء العضو تعقيدا، خصوصا أن اتصالاته بذويه قد انقطعت منذ فترة، وأنه لا إفادات حول أفكاره، إن كانت متطرفة أم لا.
من جانبه، قال المتحدث الرسمي لفرع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمنطقة سالم بن سليم السرواني إنه لا صحة للخبر الذي نشرته وسائل الإعلام على لسان مسؤول بفرع الهيئة بمنطقة مكة، نافيا أن يكون الموظف المقصود صغير سن، وأنه حصل على إجازة استثنائية غير نظامية.
وأكد، أن المصدر الذي تحدث لوسائل الإعلام حول القضية أورد معلومات مغلوطة للرئاسة العامة، مثل ذكره التسويف، وعدم حسم القضية، خصوصا أن هذا العضو موجود خارج البلاد، مشيرا إلى أن الموضوع لا يرتقي لأهمية النشر، كون جميع الأجهزة يحصل فيها انقطاع، وانتهاء خدمات موظفين، ويتم التعامل معهم وفق النظام.
وكشف عن أن عضو هيئة مكة المنقطع، كان يحمل الشهادة الجامعية، وليس صغير سن، ولم يحصل على إجازة غير نظامية سهلت سفره خارج المملكة، وأنه ليس من مهمة الجهاز متابعة مصير الموظف بعد اتخاذ الإجراءات النظامية، وأن مدير عام فرع المنطقة بالإنابة وافق على طلب إجازة استثنائية، ورفع بها خطابا للرئاسة، وأوقفت رواتب الموظف المنقطع فورا.
وأوضح أن الفرع رفع للرئاسة مؤخرا عن انقطاع الموظف، وأن الرئاسة وجهت باتخاذ الإجراء النظامي حياله، وطلبت إفادة من ذويه عن مصيره، وأنه لكون بعض حيثيات القضية محل تساؤل، فهذا هو ما تحقق فيه الرئاسة حاليا، مطالبا بأخذ المعلومات من مصادرها المعتمدة، وفق ما حددته الأنظمة، وكذلك تصحيح المواد المنشورة.