قال المصور السعودي يوسف الصبي: إن البيئة السعودية مليئة بالأعمال الفنية وفيها ما يملأ ظمأ العدسة ـ برا وجوا وبحرا وطبيعة ـ وهذا من شأنه أن يصنع مواهب تنافس عالميا بأعمالها، كما أننا في المملكة ننفرد بشيء لا يمكن أن يكون إلا عندنا، وهو موسم الحج وتجمع الملايين من الناس في بقعة واحدة وزمان واحد. معتبرا أن ذلك لا يزال مقصدا وأمنية لمصورين عالميين يتمنون الوصول إليه، ولكن لا يمكنهم الدخول إلى تلك الأماكن ـ والسبب عقائدي طبعا ـ وهناك من الزملاء في الدول المجاورة من يأتي حاجا للمرة الثانية والثالثة حاملا عدساته على كتفه.

وحول تفهم الناس لمدلولات الصورة وأهميتها بعد التطور الذي شهدته ـ في عصر الديجيتال ـ أكد يوسف أن هناك حرية في التصوير حتى في الأماكن العامة والسواحل والمتنزهات، فلم يعد المصور يعاني كثيرا كما في السابق، بل أصبح الناس أكثر نضجا وتقبلا للصورة، ومن خلال زياراتنا للمهرجانات والتجمعات نجد العائلات أكثر حرصا للوقوف بأبنائها أمام العدسة.

وقال يوسف: إنه رأى شابا مع والده المقعد على العربة ويطوف به في أحد المهرجانات العامة، وبعد أن استوقفه لتوثيق لحظة من لحظات البر بالآباء لم يجد الممانعة رغم وجود العنصر النسائي في الصورة، والكثير مثل هذه المواقف ستساعد على تطور الصورة السعودية، خصوصا مع دخول الكثير من الفتيات هذا الفن وتمكنهن منه بشكل جيد، وقدرتهن على استنطاق الجمال بعدساتهن الرومانسية.

وأكد يوسف أن فرصة المصور للظهور إلى العلن أصبحت متاحة بسبب الثورة الإلكترونية التي نعايشها، فبمقدور أي أحد أن يصمم له موقعا وينشر فيه إبداعاته، ومن خلاله يسوق لنفسه فنيا وماديا، وهنا يجب علينا أن نستفيد من هذه الفرصة بالشكل الصحيح؛ ولأن تطور "الكاميرا" تطلب معه الكثير من الخسائر المادية كـ"شراء العدسات والاكسسوارات" وغيرها فإن ذلك زاد من قيمة الصورة وارتفاع تكاليفها أيضا، ويبقى الشيء المهم: مَن يحمي المصور ويقف إلى جانبه؟.