عندما أراجع دائرة حكومية يكون ذلك اليوم أشبه ما يكون هاتفي النقال بسنترال للبحث عن صديق يتوسط لي في الموضوع الذي قصدت تلك الجهة من أجله، فإنه وللأسف الشديد صارت الواسطة في المجتمع السعودي شيئا روتينيا سواء كانت الحاجة تستدعي الواسطة أو لم تكن الحاجة تستدعي لذلك فإنني عندما أراجع أي جهة حكومية يكون ذلك الأمر شيئا روتينيا أي لا بد من التوسط حتى ينجز عملي حتى ولو كان شيئا تافها وصارت هذه العادة السيئة عند عامة الشعب، ولا أبالغ إذا قلت إن ما نسبته 90% من الشعب يمارسون هذه العادة السيئة الشبيهة بالرشوة والعياذ بالله فإنك تجد المواطن العادي يتوسط والموظف البسيط يتوس، وهذه والله ليست شفاعة وإنما هي بلية وشر، فكم تمنيت أن تنزل عقوبة المرتشي لمن يتوسط ويعاقب المتوسط والوسيط ومن تطلب منه الواسطة. إنه ومن المؤسف أن يسكت رجال الدين والمسؤولون الشرفاء عن هذا الأمر الخطير الذي تضيع فيه حقوق الضعفاء ويأكل القوي الضعيف. إننا نجد صاحب الواسطة يتمتع بكامل حقوقه لا بل ويتعدى الأمر ذلك فيحصل على حقوق بعض الضعفاء الذين لا يصل صوتهم لولاة الأمر ـ حفظهم الله ـ ولا يجدون الواسطة ليحصلوا على بعض من حقوقهم ولن نقول على كل حقوقهم.